كشف فحص أجراه مختبر السموم والأدوية في مستشفى الملك فيصل التخصصي عن قيام بعض العطارين و"تجار الشنطة" بخلط مستحضرات عشبية بحبوب الفياجرا، و"التستوستيرون" التي تعرف بهرمون الذكورة، مستهدفين بذلك السيدات، بغرض إيهامهن بأن هذه الأعشاب علاج ناجح لمرضى السكر، والضغط. ووفقا لما أشار له رئيس قسم مختبر السموم والأدوية بمستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور محمد عبدالله الطفيل ل"الوطن" أنه بعد فحص وتحليل عينات عشبية مضبوطة من قبل الجهات المختصة مطلع الأسبوع الماضي، تبين أنها مخلوطة بحبوب الفياجرا، والتستوستيرون "هرمون الذكورة"، وبيعها من قبل "تجار الشنطة" ممن يمارسون التجارة في الأعشاب بدون تراخيص رسمية، موضحا أن هذه الأعشاب كثر تداولها بين السيدات. وأضاف أن "تجار الأعشاب يمارسون طرقا أخرى مخالفة لترويج بضاعتهم، حيث يتم إدخالها ضمن أنواع "المكسرات"، حيث ضبطت هيئة الغذاء والدواء نوعا من المكسرات يتم خلطها في منشطات ضارة ب"التستوستيرون"، وتباع للسيدات بغرض إكساب الجسم النشاط والحيوية، وكعلاج من مرضى السكر والضغط، موضحا أن هذه الأعشاب المخلوطة والمكسرات المضاف لها مواد ضارة يكون لها تأثيرات خطيرة على صحة الإنسان لما لها من آثار جانبية، ولا يجب استخدامها بدون إشراف طبي، حيث تشكل خطورة على حياة الفرد. وكشف الدكتور الطفيل عن طرق تهريب الأعشاب المخلوطة السعودية، قائلا "يتم تهريبها إما عن طريق تجار الشنطة حيث يتم تصنيع بعض هذه الأعشاب في شكل مكسرات يتم خلطها في بعض دول شرق آسيا، والبعض الآخر منها يتم خلطه بالداخل من قبل بعض ضعفاء النفوس من العطارين، استغلالا لبحث المواطنين عن علاج بالأعشاب، ويتم بيعها بمبالغ مضاعفة، وذلك للكسب المادي، وحذر الطفيل من الأضرار المترتبة على استخدام هذه الأعشاب على المدى الطول. وذكرت مصادر بهيئة الغذاء والدواء ل"الوطن" أن هناك 319 نوعا من الأعشاب النباتية في المملكة يتم تتداولها في محلات العطارين، وعدد محلات العطارة في السعودية بلغ 1754 محلا، وأن 45% من تجارة الأعشاب في مدن المملكة تقوم على أعشاب ضارة في صحة الإنسان، مع عدم وجود رقابة صارمة من قبل الجهات المعنية بعملية الضبط، وتطبيق القوانين في حق هؤلاء التجار المخالفين. وأكدت المصادر أن الجهة الرقابية على محلات العطارة تتمثل في لجنة مكونة من إمارات المناطق، ووزارة الصحة، وهيئة الغذاء والدواء، والبلديات، ويسند لبلدية كل منطقة عملية التفتيش على المحلات لضبط الأعشاب المخالفة. وأكدت المصادر أن هيئة الغذاء والدواء تمنع خلط الأعشاب بالمواد العشبية الأخرى لما لها من آثار جانبية خطيرة على صحة الإنسان، وقد تؤدي للوفاة، مؤكدة أن هناك أعشابا ومكسرات تم ضبطها مخلوطة بمنشطات كحبوب "الفياجرا"، إلى جانب ضبط سائل دوائي يتناول عن طريق الفم مخلوط ب"هرمونات ذكورية"، ويباع للسيدات من قبل تجار الشنطة بمبالغ مالية تتجاوز 600 ريال بغرض منحهن النش اط والحيوية، مشيرة إلى أن هذه الأعشاب المخلوطة تسبب مشاكل صحية جسمية وتؤثر على الكبد والكلى، وتغير صوت المرأة. وعن سبل دخولها للمملكة، أكدت المصادر أن هناك أشخاصا يجلبونها بطرق خفية، ويروجها، كذلك تجار الأعشاب، ولكن بالخفاء، حيث تمكنت بلديات من ضبط هذه الأنواع من الأعشاب، وإرسال عينات لهيئة الغذاء والدواء التي بدورها قامت بتحليل محتوياتها في مختبر مستشفى الملك فيصل التخصصي، ومختبرات أخرى خارج المملكة، حيث أكدت النتائج أن هذه الأعشاب لها أضرار، وتهدد بوفاة الشخص الذي يتناولها لما تسببه من تسريع نبضات القلب.