من يشاهد الجهود الجبارة والإمكانيات المتاحة والبنية التحتية المتطورة التي وفرتها الدولة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده -حفظهما الله- لمراحل التعليم وفي المناطق كافة، يعرف الاهتمام الذي توليه الدولة، والنهج الذي رسمته للارتقاء بالتعليم، إيمانا بأنه العمود الفقري للنهوض بالدولة في مختلف المجالات،وكلنا نعرف السعي لتطوير المناهج حسب ما يحتاجه العصر، والاستفادة من كل التجارب العالمية، حتى وصلت جامعاتنا إلى مراكز متقدمة على مستوى العالم. كلنا نعرف أن وزارة التعليم تعمل وفق خطط وإستراتيجيات لها من الإيجابيات الشيء الكثير، ولكن لابد من الأخذ في الاعتبار النواحي النفسية والاجتماعية للطلاب والطالبات والأهالي، و الكوادرالتعليمية، وهذه النقاط التي يجب أن تراعيها الوزارة من خلال هذه الأوراق من وجهة نظري.. الورقة الأولى: الطول غير المبرر الذي يمتد إلى ثلاثة فصول، لما يقارب أكثر من عشرة أشهر في السنة.. لماذا لا يعاد النظر في إعادة الفصلين، ويُعطى أبناؤنا وبناتنا والكوادر التعليمية الإجازة السنوية حسب المعمول به سابقًا، وتخرج منه الجيل الذهبي الذي نهض ببلده إلى أرقى المراتب؟. الورقة الثانية: الإجازات المطولة، التي جعلت معاناة الأهالي والكادر التعليمي مزمنة مع الطلاب والطالبات في بداية كل إجازة مطولة، وبعد نهايتها من الغياب الذي يربك العملية التعليمية، وتعرف الوزارة أن هناك خللا ملموسًا في هذا الأمر. الورقة الثالثة: وضع إجازة الأعياد قبل الاختبارات، ويأتي الطلاب والطالبات على طلب الراحة أو السفر، وفيه محدودية الوقت للاستعداد للاختبارات، وهذه معاناة للأهالي مع أبنائهم وبناتهم. الورقة الرابعة: رمضان شهر عبادة و له مكانته في قلوب الجميع، وله عادات مشى عليها الجميع شئنا أم أبينا، وهو السهر طوال الليل، وتأتي معاناة الأهالي والطلاب والطالبات، وكذلك الكادر التعليمي، الذي معظمه من ربات البيوت، التي عليها العمل من الساعة الثامنة صباحًا، وبعض المسافات البعيدة من قبل السابعة، وتذهب وتؤدي عملها وتصل في توقيت يقارب العصر، وعليها واجبها المنزلي لإعداد الإفطار، و متطلبات الشهر الكريم، والمذاكرة لأبنائها وبناتها.. أين الروحانية وتأدية الواجبات الدينية، مثل القراءة والصلاة؟ أوليس لدينا حلول مثل تقليص العمل في رمضان، بحيث لا تتجاوز عشرة أيام، وتكون الدراسة عن بعد، والتسهيل لأبنائنا وبناتنا تحت الرقابة المعروفة، التي نجحت فيها الوزارة في جائحة كورونا، على أن تبدأ الدراسة من الحادية عشرة والنصف إلى الساعة الثالثة، وهو وقت كفيل بأن يعطى فيه خمس حصص عن بعد بشكل مريح للجميع. الورقة الخامسة: أن يكون للمشاركين من الكادر التعليمي رأي واستبيانات لأخذ الآراء في وضع الخطط التعليمية، وأوقات الإجازات وأوقات الاختبارات، وكذلك أخذ رأي شرائح من الطلاب والطالبات في مختلف المراحل إلى الجامعات، ومن هنا نبني -بإذن الله- خططًا تعليمية ممزوجة بالتجارب العملية لنصل إلى خطط إستراتيجية تعليمية مميزة.