تم الثلاثاء الماضي (22 أغسطس 2017) اعتماد التقويم الدراسي للأعوام الخمسة القادمة ابتداء من 1438-1439 وحتى عام 1442/1443 هجرياً أي 2017/2018- 2021/2022 ميلادياً. وكان هذا الاعتماد غير مسبوق في طول مدته الزمنية المستقبلية مما يتوافق مع الخطط التنموية الخمسية وفي تنظيم خطط العمل والتعليم والنشاطات وتقدم راحة للأهالي لتنظيم إجازاتهم هم أيضاً والتزاماتهم العملية والأسرية، كما يتوافق مع الخطط التنموية التي تنظم عليها الدولة جداولها من 2022 إلى 2030، وكلها تصب في خانة التنظيم الإستراتيجي للوقت والعمل. وبعدها بيوم أصدر وزير التعليم قراراً بإضافة أربع ساعات نشاط إلى التقويم الدراسي تضاف يومياً إلى الجدول الدراسي من الأحد إلى الأربعاء، وهو قرار حكيم في رأيي ليخدم النشاطات اللا صفية المهمة. لكن هذه النقاط الإيجابية لم تكن مكتملة التوفيق من ناحية محتوى هذا التقويم، فالملمح الرئيس له هو تقصير مدة الدراسة لأقصى حد ممكن على حساب الإجازات خلال العام الدراسي لكل فصل، لكن أكبر حساب اجتزاء كان إيقاف الدراسة والاختبارات في شهر رمضان، شهر العبادة والعمل، ليصبح شهر العبادة وعلى الأرجح النوم. فلسبب غير مفهوم تم إسقاط شهر رمضان من شهور الدراسة لمدة عامين قادمين، وتدريجياً من شهور العمل لنثبّت الصورة النمطية بإنتاجنا الاقتصادي الضئيل، والآن التعليمي. وذلك على الرغم من أن رمضان كغيره من الشهور القمرية ليس شهراً ثابتاً في مخطط فصول السنة، فالفصول تتبع التقويم الشمسي ورمضان يتحرك أحد عشر يوماً كل عام باتجاه الشتاء، وقد وصل اليوم إلى فصل الربيع، مما يمدد إجازة الصيف لتصل أربعة أشهر بالتمام والكمال ونكمل صلاة الجنازة على تعليمنا. إن من بدهيات علوم التربية أن الأطفال بحاجة إلى التعليم المستمر مع تقطيعات معقولة كل ستة أسابيع تقريباً لالتقاط الأنفاس ثم يستمرون، ومع إجازة صيفية من شهرين ونصف لا تقضي على ذاكرتهم. والسؤال الكبير لماذا تُوقف الدراسة في رمضان في العامين 1439 و1440 لتبدأ إجازة الصيف به ومقابل شهر مايو حتى سبتمبر/السنبلة؟ وننتظر إلى عام 1441 لينتظم التقويم ويدرس طلابنا إلى نصف رمضان، فما فرق ذلك العام عما سبقه؟ وما هي الرسالة التي نريد إرسالها لطلابنا؟ والمستغرب في الأمر أن هذا التقويم يتم فرضه بمنع الدراسة في رمضان على كل المدارس حتى تلك التي تلتزم بأنماط أخرى من التقاويم والنظام الخاص باختباراتها وفصول دراستها كالمدارس العالمية وكأن الأمر أصبح مقدساً والدراسة في رمضان تعتبر انتهاكاً للدين. لاشك أن إضافة ساعة إلى التقويم هي محاولة لحل هذه المشكلة لكنها ليست كافية، لأن حالة البطالة التي تصيب عقولنا وأعمالنا والتزاماتنا في رمضان لا تتوافق مع النهج الإسلامي في أن العلم عبادة وأن الصيام هو التماهي مع معاني الزهد والشعور بمعاناة الفقراء في التماس الطعام، وفي الصيام عن الكلام والسلوك غير السوي مما نحفظه عن ظهر قلب لكن القليل من يطبقه. نأمل أن تتم مراجعة تقويم العامين القادمين، وإعطاء المدارس الخيار في تطبيقه.