دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس منظمة التعاون الإسلامي إلى عقد اجتماع عاجل لبحث الأوضاع في المسجد الأقصى بعد يوم من الاشتباكات في باحاته بين المصلين والشرطة الإسرائيلية. وطلب في اتصال هاتفي مع أمين عام المنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو "تقديم طلب جدي وعاجل لعقد اجتماع على أعلى مستوى لبحث الهجمة الشرسة التي يتعرض لها المسجد". ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية عن عباس دعوته "إلى وقف الهجمة ضد الأقصى على يد الجيش والمستوطنين، خاصة الاعتداء الذي قاموا به أمس الأول على المصلين بعد صلاة الجمعة الذي أدى إلى إصابة العديد من المواطنين واعتقال آخرين". وبدوره ندَّد مندوب فلسطين لدى الجامعة العربية وسفيرها في القاهرة بركات الفرا بالتصعيد الخطير الذي تمثَّل في اقتحام المستوطنين والجنود لباحات المسجد المبارك، مطالباً بتحرك عربي وإسلامي لفضح هذه الممارسات، كما دعا المجتمع الدولي إلى ردع سلطة الاحتلال الإسرائيلي. وقال في تصريح له أمس إن الأمتين العربية والإسلامية والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي مطالبون بأن يقولوا كلمتهم ويرفعوا صوتهم عالياً ضد الاقتحامات المتكررة للأقصى، التي قام بها المئات من عناصر شرطة الاحتلال وحرس الحدود أمس الأول. وأضاف "منذ أيام حاول متطرفون يهود عمل طقوس تلمودية وأمس الأول اقتحموا حرم المسجد تحت حراسة الجنود المدججين بالسلاح على مشهد ومسمع العالم أجمع، وهذا العدوان الصهيوني المدبر يهدف إلى التمهيد للاستيلاء على المسجد وهدمه لبناء الهيكل المزعوم مكانه". وحمَّل المجتمع الدولي مسؤولية ما يجري بسبب عدم اتخاذ أي مواقف حازمة وواضحة تلزم سلطات الكيان الصهيوني بوقف عدوانها وجرائمها، داعياً إلى توفير حماية عاجلة للمسجد الأقصى. وأكد أن تل أبيب مهما أوتيت من قوة عسكرية "لن تستطيع كسر الإرادة العربية والفلسطينية بالدفاع عن مقدساتهم الإسلامية والمسيحية في القدسالمحتلة، ولن يتخلوا عن مسؤولياتهم تجاهها. وسيدافعون عنها حتى آخر رمق في حياتهم". من جهة أخرى اتهم عباس إسرائيل باستغلال قضية الأسرى الفلسطينيين لديها بغرض الابتزاز. وقال في بيان نشرته الوكالة أمس عقب استقباله وفداً من أهالي الأسرى القدامى، إن مطالب الأسرى في السجون الإسرائيلية إنسانية وعادلة ويجب العمل فوراً على تحقيقها. وأكد أن أولوية القيادة هي الإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين، خاصة الأسرى القدامى الذين اعتقلوا قبل عام 1993، والأسرى المرضى. واعتبر أن إسرائيل تستغل معاناتهم وأهمية قضيتهم في المجتمع لابتزاز القيادة الفلسطينية من خلال الموافقة على الإفراج عن عدد محدود من الأسرى القدامى على دفعات. وأكد إصرار السلطة الوطنية على الإفراج الكامل عن جميع الأسرى والمعتقلين، وعدم تجزئة قضيتهم، أو استثناء أي أسير. وكان مسؤول فلسطيني قد أكد مؤخراً رفض عباس عرضاً إسرائيلياً بالإفراج على مراحل عن 85 أسيراً من أصل 112 تم اعتقالهم قبل عام 1993 بغرض استئناف لقاءات السلام بين الجانبين. في سياقٍ منفصل أكدت الإذاعة الإسرائيلية أن حركة حماس عقدت اجتماعاً نادراً الأسبوع الماضي مع إسرائيل في معبر ايرز شمال غزة للتنسيق حول سبل زيادة التسهيلات لسكان القطاع. وقالت إن تل أبيب تسلمت طلباً بمعاملة المشروع القطري لإعادة إعمار القطاع أسوة بمشاريع المؤسسات الدولية. وأشارت الإذاعة إلى أن قائد المنطقة الجنوبية في جيش الدفاع الميجر جنرال تال روسو ورئيس قسم الاقتصاد في الإدارة المدنية آفي شاليف مثَّلا الجانب الإسرائيلي، بينما مثَّل حماس مسؤول وزارة الشؤون المدنية في غزة خليل فرج الذي طالب أيضاً برفع القيود المفروضة على إدخال وإخراج الأموال من القطاع، والسماح بإدخال مواد البناء الأساسية، وإصدار التصاريح لطلاب غزة الذين يدرسون في جامعات الضفة الغربية.