سقط قناع التدخل العسكري لحزب الله إلى جانب بشار الأسد في قمع الثورة السورية، مع مقتل القائد التنظيمي لعمليات "حزب الله" داخل سورية، علي حسين ناصيف الملقب ب"أبو عباس"، بعبوة زرعها الجيش الحر في القصير. وتم تشييعه بحضور قيادات كبيرة في الحزب، الذي نعاه ببيان جاء فيه أنه "قتل خلال قيامه بواجبه الجهادي". أكدت مصادر في المعارضة اللبنانية أمس، أن القائد التنظيمي لعمليات حزب الله داخل سورية، علي حسين ناصيف الملقب ب"أبو عباس"، قتل قبل يومين مع عدد من عناصر الحزب في منطقة حمص إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها أفراد الجيش السوري الحر. وبحسب المصادر فإن جثمان ناصيف شيع أول من أمس في بلدة بوداي في منطقة سهل البقاع اللبناني بمشاركة قيادات كبيرة من حزب الله تقدمهم رئيس الهيئة الشرعية في الحزب الشيخ محمد يزبك. وجاء في بيان أصدره حزب الله أن ناصيف "قتل خلال قيامه بواجبه الجهادي"، دون إعطاء تفاصيل أخرى. وأفادت مصادر مطلعة ل"الوطن" أن "أبو عباس" عمل على تنسيق العلاقة مع الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للنظام السوري فيما يتعلق بأنشطة حزب الله في داخل سورية. ونقل عن مصادر في الحزب أن "أبو عباس" استهدف خلال "قيامه بواجبه الجهادي" في منطقة القصير بحمص حين وقع في كمين نصبه له الجيش السوري الحرّ فانفجرت عبوة ناسفة في الموكب الذي كان ناصيف ضمنه مما أسفر عن مقتله مع عدد آخر من عناصر حزب الله وإصابة مرافقين كانا معه من آل مصطفى وآل سماحة. وظلت جثة "أبو عباس" داخل الأراضي السورية حتى ظهر أول من أمس قبل أن تنقل إلى بلدته بوادٍ في البقاع، حيث ووري الثرى عصرا وسط تكتم تامّ وسرية بالغة حول مكان وظروف مقتله بطلب من الحزب. وعُرِف عن "أبوعباس" أنه من أشرس مسؤولي حزب الله العسكريين ويشتهر ببطشه وجبروته، وهو مهاب الجانب داخل تنظيمه. وقد التحق بصفوف الحرس الثوري الإيراني منذ دخوله إلى لبنان في أواسط الثمانينات، حيث تدرب على أيديهم في معسكرات البقاع. وأفاد موقع للمعارضة اللبنانية أن "أبوعباس"، وهو في الأربعينات من عمره، قاتل ضد الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان وفي المعارك ضد حركة أمل في إقليم التفاح. كما أدار عمليات نقل عناصر حزب الله وتنظيمهم منذ بداية الثورة السورية لقمع الانتفاضة ولقتال الجيش الحرّ. كما شملت مسؤولياته مهام تنفيذية عسكرية ذات غايات أمنية منها ملاحقة مطلوبين للحزب على غرار ما حصل في عملية خطف علي نايف شمص، وهو من المعارضين لحزب الله ويرأس تيار "الولاية"، واتهامه بالعمالة تمهيداً لتصفيته وفق تكليف شرعي بذلك خلال حرب يوليو 2006. وهو أيضا مكلف بتنظيم وحدة المشاة التابعة لحزب الله والتي تقاتل في سورية، وهو لا يستقر في مكان واحد، ويعمل بشكل دائم على التنقل وعدم قضاء وقت طويل في الداخل السوري لضرورات أمنه الخاص بوصفه مسؤولاً رفيع المستوى في حزب الله.