بعد أن تراجع المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب في مواجهة المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، وقال إنه سيلتقيها في العاشر من سبتمبر بحدث تستضيفه شبكة «إيه. بي. سي»، فهذا من شأنه أن يمهد الطريق لمواجهة طال انتظارها بين المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين، والواقع أن الفرصة سانحة لكل منهما لتوجيه هجومه مباشرة إلى الآخر، حيث تقدم مشاركة المنصة مع ترمب فرصة حاسمة لهاريس لتعريف نفسها وخصمها في حملة مختصرة، مع العديد من الأسئلة المفتوحة حول مواقفها السياسية. لكنها تضعها أيضًا في اختبار رئيسي، وهو اختبار فشل فيه الرئيس جو بايدن بشكل سيئ بما يكفي لإنهاء حملته، وإفساح المجال لها. بين النجاح والفشل ولطالما سخرت هاريس من تردد منافسها الواضح في المناظرة، وقالت أمام سلسلة من الجماهير الصاخبة عن انتقادات دونالد ترمب لها: «كما يقول المثل.. إذا كان لديك شيء لتقوله فقل ذلك في وجهي»، وهو ما جعل ترمب يتراجع عن موقفه. وقال آرون كال، مدير برنامج المناظرة بجامعة ميشيغان: «لقد حققت بالتأكيد نجاحًا كبيرًا في الأسابيع القليلة الماضية، وهذا سينعكس بشكل طبيعي على التوقعات على مسرح المناظرة. جزء من المشكلة هو أن أداء الرئيس بايدن كان سيئًا للغاية في الجولة الأولى، ولا توجد طريقة يمكنها من خلالها أن تفعل ما هو أسوأ، وبالتالي فإن هذه المقارنة لن تساعد. لكن تاريخ مناظراتها مختلط». ويواجه ترمب توقعات عالية أيضًا. وساعد أداء بايدن الكارثي في إخفاء حقيقة أن الرئيس السابق أطلق العديد من الأكاذيب حول أعمال الشغب في السادس من يناير إلى الادعاءات المضللة حول الهجرة، التي لم يتم التحقق منها في أثناء المناظرة. مناقشات هاريس الذروة ولعل ذروة حملة هاريس الرئاسية القصيرة الأمد لعام 2020 كانت الهجوم على بايدن، المرشح آنذاك، الذي اختارها لاحقًا لتكون نائبته على أي حال، حيث استغلت معارضة بايدن نقل الطلاب بالحافلات إلى المدارس العامة في السبعينيات من خلال وصف فتاة صغيرة كانت تستقل مثل هذه الحافلات، قبل أن تقول: «كانت تلك الفتاة الصغيرة أنا». كان ذلك حدثاً لا يُنسى، ولكنه كان مخططاً له أيضاً، ثم نشرت حملة هاريس العبارة نفسها على وسائل التواصل الاجتماعي فوق صورة لمرشحتها وهي فتاة في سن المدرسة ذات ضفائر. الفشل ولكن شنت منافسة أخرى هجوما مطولا على سجل هاريس في الادعاء، وهي النائبة السابقة تولسي غابارد من هاواي، وشكلت لحظة انحدار في حملة هاريس نفسها. وقالت غابارد إن هاريس «وضعت أكثر من 1500 شخص في السجن بسبب انتهاكات تتعلق بالماريجوانا، ثم ضحكت عندما سُئلت عما إذا كانت قد دخنت الماريجوانا من قبل». ومع هدير الجمهور، اتهمت غابارد هاريس أيضًا ب«حجب الأدلة التي كانت ستحرر رجلاً بريئًا من حكم الإعدام حتى أجبرتها المحكمة على القيام بذلك». وشعرت غابارد بالانزعاج، لأن سجل هاريس لم يخضع لفحص أكثر دقة في أثناء الانتخابات التمهيدية. وقالت إنها اكتشفت القضايا التي أثارتها ليس من خلال أبحاث المعارضة، ولكن باستخدام قوقل. وقالت في مقابلة: «لقد فوجئت بعدم استعدادها للرد على هذه التساؤلات. كما فوجئت أيضًا بأنها لم تحاول إنكار هذه التساؤلات أو تبريرها بصراحة». وأضافت: «في نهاية المطاف، يعد هذا عدم احترام للناخبين إذا لم ترد على أسئلة حول سجل تدعي أنها فخورة به، أو لا تعالج هذه الأسئلة». وأوضحت أنها تأمل أن تبرز المناظرة بين ترمب وهاريس للناخبين الاختلافات الهائلة بين المرشحين. التحدي بينما اكتسبت هاريس في البداية سمعة وطنية بوصفها سريعة البديهة في الكلام خلال استجواب مرشح ترمب لمنصب المدعي العام، ويليام بار، واختياره للمحكمة العليا، بريت كافانو. وقال كال، من جامعة ميشيغان، إن أداء هاريس في مناظرة عام 2020 ضد نائب الرئيس الجمهوري مايك بنس كان موضع ترحيب أيضًا. وربما كان أبرز ما قالته -آنذاك- هو توبيخ مقاطعات بنس بالرد: «السيد نائب الرئيس، أنا أتحدث». واستخدمت هذا الخط مرة أخرى عندما قاطع المتظاهرون الذين نددوا بدعم إدارة بايدن حرب إسرائيل ضد حماس في غزة هاريس في تجمع جماهيري الأسبوع الماضي بالقرب من مطار ديترويت. وكانت نائبة الرئيس في البداية متعاونة، قائلة: «أنا هنا لأنني أؤمن بالديمقراطية، وصوت الجميع مهم». لكنها تابعت: «أنا أتحدث الآن» وسط تصفيق مستمر من المشاركين في التجمع، قبل أن تضيف: «إذا كنتم تريدون فوز دونالد ترمب فقولوا ذلك، وإلا فأنا أتحدث». وأعربت مجموعة «التخلي عن بايدن»، وهي مجموعة تقدمية عارضت محاولة الرئيس لإعادة انتخابه التي انتهت الآن بسبب سياسته تجاه إسرائيل، عن استيائها من «ازدراء هاريس مواطني هذا البلد الذين ينادون بإنهاء الإبادة الجماعية».