لم يكن من السهل على المتابع الأميركي أن يفهم ما هي خطط كل مرشح من المرشحين ترمب وبايدن عشية يوم المناظرة الرئاسية الاولى، فكان الخروج عن الموضوع الأساسي سيد الموقف وكان من المستحيل على المرشّح أن يكمل فكرته دون مقاطعة. وكرر مدير المناظرة، كريس واليس، رجائه من الرئيس ترمب بأن يتوقّف عن مقاطعة منافسه بايدن عدة مرّات، حتى أنّ واليس، الاعلامي المخضرم في شبكة "فوكس نيوز" الأميركية ذكّر ترمب بأن حملته وقعّت على تعهّد بالالتزام بشكل المناظرة ولكن دون فائدة. وبحسب معظم استطلاعات الرأي فإن المناظرة كانت مخيّبة لامال الناخبين الذين وصفوها ب"المزعجة" وغير المفيدة، حيث صرّح فرانك لونتز، وهو خبير استطلاعات رأي جمهوري قديم أن خيبة أمل الناخبين من كل الأطراف من المناظرة الأولى ستؤدي الى تراجع في اهتمام الناخبين بالتصويت. وبحسب لونتز، بان الناخبين شعروا بأنهم لم يحصلوا على أي من الإجابات التي كانوا يبحثون عنها حول قضايا هامة مثل الاقتصاد ومواجهة تبعات فيروس كوفيد - 19. مضيفاً، شعر الناخب بأن الرجلين لا يستحقا منصب "رئيس" الولاياتالمتحدة وهو اعتقاد يجعل الكثير من الناس تعزف عن التصويت لأي منهما. واعتباراً من صباح الأربعاء، تقدّم بايدن على ترمب بنسبة6.1 مئوية في متوسط استطلاعات الرأي الوطنية التي جمعتها شبكة RealClearPolitics. وبحسب مراقبة المستطلعين، فإن نسبة قبول بايدن كانت ترتفع في كل مرة يخاطب فيها الجمهور الأميركي مباشرة بعيداً عن الشخصنة، بينما كانت تهبط نسبة قبوله في كل مرة يجرّه فيها الرئيس ترمب الى ملاسنات شخصية بعيدة عن الأسئلة التي تهم الناخب. على أي ناخب يتنافس ترمب وبايدن؟ عكست تصريحات ترمب وبايدن ووعودهم اقتناع كلا المرشحين بأن الأميركيين يبحثون عن الاعتدال والأمان والابتعاد عن المواقف اليسارية الراديكالية اجتماعياً والاشتراكية اقتصاديا. فجو بايدن، أوضح باستمرار أن خطته للتأمين الصحي تختلف عن خطة "بيرني ساندرز" دون أن يسميه، كما أكّد بايدن أن خطته البيئية أيضاً ليست "الصفقة الخضراء الجديدة" التي نادى بها اليساري ساندرز وكانت ستكلّف ميزانية الدولة ما يقارب الترليون دولار، كما أكدّ بايدن على دعمه لجهاز الشرطة وتمسّكه بتمويله ودعم الأمن والاستقرار والأمان ونبذ العنف والفوضى المظاهرات غير السلمية. وحين ذهب بايدن بعيداً في خطابه الوسطي المبتعد عن اليسار، قال له الرئيس ترمب "ستخسر اليسار المتطرّف الذي يمثل الحزب الديمقراطي"، ليردّ عليه بايدن، أنا هو الحزب الديمقراطي اليوم، في اشارة الى خيار الديموقراطيين بترشيح بايدن الديموقراطي التقليدي وليس "ساندرز" اليساري الراديكالي. أما الرئيس ترمب، فكانت أولويته عدم خسارة الطبقة اليمينية المتينة التي تؤيده والتي يعتقد أنها كافية لأن تساعده على الفوز بالانتخابات مرة اخرى، حيث تهرّب ترمب من ادانة المنظمات اليمينية المتطرّفة. إلا أن ترمب وعلى غير العادة، وعلى الرغم من استمراره بمقاطعة بايدن، أظهر من خلال المناظرة شخصية رئاسية متزّنة تبتعد عن السخرية، وتأخذ الملفات الحساسة بالنسبة للشعب الأميركي على محمل الجد، حيث أكد ترمب على أن وفاة شخص واحد بفيروس كوفيد - 19 هو أمر محزن وسيئ مؤكداً على أن خطته منعت وفاة 2 مليون أميركي بالفيروس الذي قتل 200 ألف في الولاياتالمتحدة. ومن المقرر إجراء المناظرة بين نائبه بايدن في الترشح ، السناتور كامالا هاريس من ولاية كاليفورنيا، ونائب الرئيس مايك بنس في 7 أكتوبر. وسيتواجه المرشحان للرئاسة الأمريكية جو بايدن، والرئيس ترمب في مناظرتين قبيل الانتخابات في كل من ال15 من اكتوبر، وال22 من اكتوبر سيتم التركيز فيهما على السياسات الخارجية بالاضافة الى الشؤون والهموم المحلية.