التكبر والغطرسة وشوفة النفس الزايده لا توجد في شخص سوي إلا بسبب نقصٍ في نفسه أو وهنٍ يعيش بداخله.. ودون شك الكبر والإعجاب يسلبان الفضائل ويكسبان الرذائل، التكبر ذل ولا يدل على علو الشأن أو المكانة، و الغرور كالنبتة التي تزهر ولكنها لا تثمر، ومن دلائل الغباء ثلاث صفات احذرها (الغرور والتكبر والتشبث بالرأي) وهو الشخص الذي لا يرى رأيا غير رأيه . المغرور كالطير كلما ارتفع صغر في أعين الناس. لا تفاخر بجمالك أو مالك أو طيب أصلك، أو مكانتك فلست أنت صانع شيء من هذا. إياك و الغرور والتكبر،إنه يظهر عيوبك كلها للناس ولا يخفيها إلا عنك .. أنت الذي لا تستطيع أن ترى عيوبك ...قال الخليفة الراشد علي بن ابي طالب رضي الله عنه (عجبت لابن آدم يتكبر، وأوله نطفة وآخره جيفة. ) كل المفاسد التي وجدت في العالم إنما هي من مرض الغرور. تواضع دون ضعف وكن قوياً بلا تكبر. أكبر نصيحة ممكن أوجهها للقاريء البعد عن التكبر، وإيماني بأن الكبير والعظيم لا يصغره ولا يضعفه أن يتواضع ويحترم الناس أكثر مما يحترمونه. كل ما تجرأت على الناس و احتقرتهم قلت قيمتك لديهم، فأصبحوا لا يلقون لك بالاً. وحريٌ بالإنسان المسلم أن يكون متواضعًا وقوراً لا يستصغر الناس ويطلب ما يستطاع، وان طلب شيئا غير مستطاع فليعلم تمام العلم أن مصيره الرفض . حقيقة العلو إنما هو القرب من الله، والتمايز إنما يكون بالتقوى قال تعالى " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " [الحجرات: 13]. إن المصابين بداء التكبر ينظرون إلى جميع أعمالهم نظرة الاستحسان، ويتوقعون من الجميع أن ينقادوا إليهم ويقتدوا بسلوكهم ، ويصدّقوا جميع أقوالهم. ومن يخالفهم في ذلك فهو مجنون في عرفهم ، حاقد لا يستطيع رؤية ما هم عليه من الفضيلة والكمال! وهذا أعظم علامات ضعف العقل. وليعلم الجميع أن الكبر: بطر الحق، وغمط الناس، يعني: احتقار الناس، فينبغي للمؤمن أن يكون بعيدًا عن ذلك، وأن يحذر التّكبر والعجب وجميع ما نهى الله عنه. كذلك ورد في الأثر حديث ابن مسعود: يقول صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنةَ مَن كان في قلبه مثقالُ حبَّة خردلٍ من كبر، وهذا وعيدٌ شديدٌ، ويجب الحذر. وقد ذكر أهل العلم أن للتكبر أربعة أسباب؛ هي: العُجْب، والحقد، والحسد، والرياء. أسال الله آن يبعد عنا التكبر في الأعمال والأقوال والأحوال.والله من وراء القصد.