اخي الكريم عبدالله بن غانم العابسي خاصة والى اخواني القراء عامة سررت لما تقدم به الأخ عبدالله من موضوع جميل وعنوانه ( الغرور جرثومة قاتلة ) ويسرني أن اشاركه بهذه المقالة القصيرة والتي نسأل الله أن ينفع بها قائلها وقارئها ومن كان سبب في كتابتها : الغرور له اشكال وأصناف متعددة في مجتمعاتنا , فالبعض يغتر بمنصبه أو بمكانته الاجتماعية او بثناء الناس عليه او بقبيلته أو بجنسيته .. واكتسب الأبناء هذه الصفة من الآباء والبعض يقلد هذا وذاك في هذه الصفة لأنه رأى المجتمع يحترم صاحبها ويبجله .... والغرور يجذب صاحبه الى مرحلة التكبر فلا يرى أحدا" افضل منه في صفته التي لم يكتسبها الا بعون من الله : إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى *** فأولُ ما يجني عليه اجتهادُهُ و الكبر و الغرور يحسنه كل الناس أما التواضع فلا يحسنه إلا العظماء فالتواضع يدل على شرف الباطن و عدم الحاجة لإعجاب و تعظيم الناس. قال الله تبارك وتعالى: ( كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ)(غافر:35)، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" فقال رجلٌ : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً، ونعله حسنا"؟ قال: (( إن الله جميل يحبٌ الجمال. الكبر بطر الحق وغمط الناسِ)) رواه مسلم. ومع لهفتنا وراء الدنيا ومتاعها تناسينا بأننا مطالبين بأن نقابل الله بقلب سليم حتى ندخل الجنة بسلام لأن العبرة أن نغادر الدنيا، و لنا قلوب سليمة كما قال تعالى: (( يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (*) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (*)) .. ولن يحصل ذلك الا بصفاء الأنفس ونقاءها من كل ما قد يشوبها . اخواني ان الاعلام الرياضي ساهم بشكل فعال في تأصيل وتشجيع الغرور والتكبر والتعالي على الآخرين من خلال ما يبثه من سموم ونداءات وشعارات .. مما أدى الى سلوك شبابنا في جميع امور حياتهم بنفس السلوك الذي عايشوه مع التعصب الرياضي مثلا: عبارة ( متصدر .. لا تكلمني ) هل يعقل ان يقول أي شخص حقق انجازا" للناس لا تكلموني ... وعلى ذلك طبق ابناءنا هذه العبارة في كل امور حياتهم وقد يكون البعض مقلدا" فقط ولا يأبه لمعناها وما قد تسببه من آثام دينية وسلبيات اجتماعية لا تحمد عقباها أخي عبدالله ( انتظر اتصالك .... فكلمني )