بدأت روسيا أمس المرحلة الثانية من عملية الانسحاب العسكري من قاعدة طرطوس، بعد أن أجلت رعاياها بالكامل إلى القاعدة الساحلية في التاسع من سبتمبر الجاري، وفق ما أوضحه المتحدث الرسمي باسم الجيش السوري الحر الرائد ماهر النعيمي في تصريح إلى "الوطن"، مؤكدا أنه "تم سحب 52 مدرعة من أصل 72 كانت تتولى حماية القاعدة". وقال النعيمي "نحن نعرف الروس تماماً فكما تخلوا عن كل حلفائهم سابقا سيكون تخليهم عن الأسد مسألة وقت، وهذا ما نراه اليوم". إلى ذلك ربطت المملكة على لسان نائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله رئيس وفد المملكة أمام الدورة العادية ال 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة، نجاح مهمة المبعوث المشترك السيد الأخضر الإبراهيمي بضرورة استناد هذه المهمة إلى استراتيجية جديدة وخطة واضحة تكون غايتها تحقيق انتقال سلمي للسلطة. أكد المتحدث الرسمي باسم الجيش السوري الحر الرائد ماهر النعيمي، أن روسيا بدأت المرحلة الثانية من عملية الانسحاب العسكري من قاعدة طرطوس وذلك بعد أن أجلت رعاياها بالكامل للقاعدة الساحلية التي تحولت إلى منطقة تجمع لهم منذ التاسع من سبتمبر. وأوضح أنه تم سحب 52 مدرعة من أصل 72 كانت تتولى حماية القاعدة. وكشف النعيمي في تصريحات ل"الوطن" أن عملية الانسحاب بدأت في تمام الساعة الثامنة صباح أمس، قائلا "بدأت سفن الإنزال الروسية وعدد من سفن النقل القبرصية المدنية الخاصة بنقل الأفراد في المشاركة في عملية الإخلاء الواسعة التي شملت عددا كبيرا من المدنيين والفنيين وبعض العسكريين العاملين في سورية. وقال النعيمي إن الجيش الحر يعتبر قاعدة طرطوس أرضا سورية محتلة من قبل روسيا وسيتم تحريرها في حال عدم خروج القوات الروسية منها. وأضاف "هم ينسحبون لأنهم عسكريا يعلمون أننا انتصرنا وأن بقاءهم خطر على حياتهم في ظل فشل النظام في قمع الثورة، وهم بالنسبة لنا أصدقاء لعصابة بشار الأسد التي قتلت أهلنا وهم يعلمون أنهم غير مرحب بهم". وأوضح أن سورية الجديدة لا تريد استمرار هذا المستوى من علاقة الشراكة الاستراتيجية بموسكو أو بكين أو طهران، وقال "كان الربيع العربي ربيع حرية ولا يمكن أن تقبل الشعوب دولاً تقود شعوبها بالخوف". وذكر "لا أعلم هل سيتم نقل المدرعات العشرين المتبقية أم أنها ستبقى لحماية قاعدة طرطوس"، مشيرا إلى أنهم نقلوا كميات كبيرة من الرادارات ومعدات التجسس التي كانت تستخدم لدعم عمليات قوات الأسد من ناحية المعلومات والاتصالات أو التشويش على الاتصالات حيث إنها كانت تلعب دورين، الأول كشف مواقع الاتصالات التابعة للجيش الحر بما فيها منظومة ثريا وتسجيل المكالمات التي تتم بها، وثانيا التشويش على القنوات الفضائية خاصة قناتي العربية والجزيرة لتمنع مشاهدتها من قبل الشعب السوري خوفا من معرفتهم بما يجري من مجازر على يد كتائب الأسد". واعتبر النعيمي أن هذه العملية تأتي بعد إعلان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن تخليها عن هذا النظام وأن مسألة لجوء الأسد إلى روسيا هو أمر غير وارد على الإطلاق، وأن بلاده لن تقبل بوضع كهذا. وأضاف "نحن نعرف الروس تماما فكما تخلوا عن صدام حسين ومعمر القذافي والنظام الشيوعي في أفغانستان وعن كل حلفاؤهم سيكون تخليهم عن الأسد مسألة وقت وهذا ما نراه اليوم". وقال "إن إنسحابهم من قاعدتهم الأخيرة في طرطوس هي الدليل على تخليهم عن نظام الأسد كسابقيه فكتائبهم التي وصلت إلى سورية للمشاركة التي كانت توصف بالنوعية في عمليات استباقية واغتيالات لقيادات المقاومة المسلحة والجيش الحر انتهت إلى تقييمهم بأنها مغامرة كبيرة فسورية ليست الشيشان ولن يسمح العالم بتعقيد بهذا المستوى من قبل موسكو التي عادت إلى الواقعية وهربت". وتضم قاعدة طرطوس قوة عسكرية تتراوح ما بين 2700 - 4000 جندي روسي، إضافة الى قوات الكتائب الروسية التي تواجدت في سفن الإنزال "كوندوبوجا" و"ألكسندر أوتراكوفسكي" و"القديس جيورجي بابيدونوسيتز" التابعة لأسطول الشمال، وتشتمل القاعدة على مكاتب قدمت الدعم اللوجستي لقوات الأسد حيث إنها تشتمل على مكاتب فنية تابعة للاستخبارات البحرية الروسية مختصة بالتقنيات والتصنت، ومركز قيادة عمليات تابع للاستخبارات العسكرية يعتبر الأكبر لروسيا خارج أراضيها وآلاف العمال والفنيين وجنود البحرية. وتتولى حماية القاعدة منظومة لصواريخ "ياخونت" للحماية البحرية و72 عربة مدرعة لن يتبقى منها لحماية القاعدة إلا 20 عربة مدرعة قتالية قد تسحب في وقت لاحق بعد إتمام عملية إخلاء القاعدة بشكل كامل.