رفضت الولاياتالمتحدة أمس مطالب سورية بضمانات مكتوبة بأن يلقي المقاتلون المعارضون السلاح، ووصفت تلك المطالب بأنها أسلوب للمماطلة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند "هذه ليست سوى وسيلة أخرى للمماطلة من أجل كسب الوقت"، كما أعربت الولاياتالمتحدة عن "غضبها الشديد" من هجوم القوات السورية على لاجئين سوريين على الجانب التركي من الحدود. في غضون ذلك، أكدت روسيا أمس سعيها لإنهاء العنف في سورية ،بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم لموسكو. وقال دبلوماسي روسي أمس إن موسكو تعمل مع السلطات السورية للسعي لإنهاء العنف وبدء محادثات مع المعارضين، لكنها لم تصل إلى حد الضغط علانية على الحكومة للوفاء بمهلة انسحاب الجيش. ونقلت وكالة "إيتار تاس" للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف قوله إن موسكو "تعمل بنشاط مع دمشق من أجل بدء عملية تسوية سياسية في سورية. وعبر جاتيلوف مجددا عن معارضة روسية للتدخل بسورية، إذ تقول إن أي تغيير في الحكومة يجب أن يكون نتاج عملية سياسية سورية داخلية وليس بسبب ضغوط من دول أجنبية تدعو إلى استقالة الرئيس بشار الأسد. وتابع جاتيلوف إن "محاولات فرض حل على سورية من الخارج ستؤدي فقط إلى تصاعد التوتر. كل شيء يجب أن يراعي احترام سيادة سورية والعنف يجب أن يتوقف". وأشار إلى أنه من غير المستبعد أن ترسل بلاده ممثلين روس ضمن بعثة مراقبة الأممالمتحدة إلى سورية. غير أن جاتيلوف أوضح أن مسألة تشكيل بعثة المراقبين الأممية إلى سورية لم يتم إقرارها مبدئيا بعد، مشيرا إلى ضرورة التوافق على مستوى وقوائم البعثة. جاء ذلك تزامنا مع وصول وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو أمس، الذي سيجتمع مع نظيره الروسي سيرجي لافروف اليوم، وهو المهلة المحددة لانسحاب القوات السورية من المدن والبلدات بموجب خطة السلام التي تم التوصل إليها بوساطة من الموفد الأممي العربي إلى سورية كوفي عنان. وكشفت مصادر سورية رسمية أن زيارة المعلم تتعلق بآخر المستجدات في "مهمة عنان، والتنسيق مع الجانب الروسي في كيفية مواجهة الأجواء التي قد تنجم عن التفاسير الخاطئة من قبل بعضهم لهذه المهمة". وكان مدير الإدارة السياسية بالجيش السوري سابقا والسفير في موسكو حاليا اللواء رياض حداد دعا إلى عدم ربط زيارة المعلم لروسيا بزيارة ممثلين عن المعارضة لموسكو في 17 و18 أبريل الجاري. وفي السياق، قال مصدر دبلوماسي عسكري أمس إن مدمرة روسية تحمل صواريخ موجهة بدأت انطلاقا من ميناء طرطوس السوري مهاما غير معلومة قرب الشواطئ السورية. وأضاف المصدر أن السفينة "سميتليفي" ستظل في البحر المتوسط حتى أوائل مايو المقبل، دون أن يوضح طبيعة المهام المقرر أن تقوم بها السفينة. وكانت "سميتليفي" غادرت قاعدة الأسطول الروسي في "سيفاستوبول" في أول أبريل الجاري متوجهة إلى ميناء طرطوس، الذي يحتضن نقطة إمداد وصيانة تابعة للأسطول الروسي للتزود بالمؤن قبل أن تباشر مهمتها في شرق البحر المتوسط. يذكر أن البحرية الروسية أعلنت مرارا أنها تريد نشر سفن لها للقيام بدوريات حراسة مستمرة بالمنطقة، التي تعتبر منطقة واقعة في نطاق مسؤولية "أسطول البحر الأسود" الروسي. كما أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من بين الدول التي تقوم سفنها الحربية حاليا بحراسة المياه حول سورية. واعتاد الاتحاد السوفيتي تخصيص أسطول يتألف من نحو 50 سفينة للقيام بمهام الحراسة في البحر المتوسط. ولا يزال ميناء طرطوس يضم قاعدة إمداد للبحرية الروسية أنشئت في عهد الاتحاد السوفياتي. وكانت قوة بحرية روسية بقيادة حاملة الطائرات "أدميرال كوزنيتسوف" وصلت طرطوس في يناير الماضي. واعتبر الكثير من المحللين هذه الخطوة بمثابة إظهار لدعم موسكو للرئيس السوري بشار الأسد، الذي يسعى باستماتة لاحتواء الاحتجاجات الداخلية المتصاعدة في بلاده، في حين يواجه ضغوطا دبلوماسية من جانب دول غربية وخليجية.