دفعت التطورات العسكرية في سورية وانقلاب الميزان العسكري لصالح الثوار، بالسلطات الروسية إلى إجراء عملية إجلاء للرعايا الروس المتواجدين في سورية، إلى داخل ومحيط قاعدة طرطوس. وعلمت "الوطن" أن موسكو أتمت أمس المرحلة الأولى من العملية التي تقضي بتحويل القاعدة إلى مركز تجمع لمواطنيها باستثناء عدد قليل جداً من المستشارين والخبراء العسكريين في دمشق واللاذقية، قبل نقل بعضهم إلى داخل سفن الإنزال البحري التابعة لأسطول الشمال، وهي "كوندوبوجا" و"ألكسندر أوتراكوفسكي" و"جيورجي بابيدونوسيتز". وكانت هذه السفن نقلت عناصر من القوات الخاصة الروسية والكتائب الشيشانية المسلحة مدعومة بآليات خفيفة وعدد قليل من المروحيات القتالية، التي اتضح أن مهمتها تقضي بإجلاء رعايا روسيا في سورية والفنيين والجنود المتمركزين في قاعدة طرطوس. من جانبه أكد الناطق الرسمي باسم الجيش السوري الحر الرائد ماهر النعيمي ل"الوطن" أن هذه الخطوة رغم رمزيتها، إلا أنها تعني استراتيجيا تخلي موسكو عن نظام الأسد وشعورها بأن حماية مواطنيها أصبح أولوية لا يمكن للنظام توفيرها في ظل ضعفه الذي يتزايد يوماً بعد يوم. وكشف عن وصول عدد من القيادات العسكرية السورية تضم كبار الضباط بالقوات الأمنية والجيش إلى قاعدة طرطوس، تمهيدا لنقلهم مع عائلاتهم إلى روسيا ضمن ترتيبات يتوقع أنه تم الاتفاق عليها كبديل عن هروبهم، أو انضمامهم للثورة. وأكد النعيمي أن قاعدة طرطوس تعتبر في نظر الثورة السورية أرضا محتلة سيتم مهاجمة كل عنصر عسكري أو مدني فيها من المرتزقة الأجانب المتدخلين في شؤون داخلية لدولة في حالة أزمة، وقال "في حال قتالهم سنقتلهم، وفي حال استسلامهم فإننا سنعاملهم كمرتزقة، ولن نغفر لأحد مشاركته في قتل أبناء شعبنا وأهلنا وتدمير بلدنا لأجل مصالحهم الشخصية، المعركة محسومة هنا بإذن الله فليستعدوا لما هو قادم منا". يذكر أن سفن الإنزال البحري التابعة لأسطول الشمال وهي "كوندوبوجا" و"ألكسندر أوتراكوفسكي" و"القديس جيورجي بابيدونوسيتز" التابعة لأسطول الشمال والمكلفة بمهام في البحر المتوسط، ستصل إلى ميناء طرطوس لعدة أيام ثم تغادره باتجاه مضيق الدردنيل لتعبر إلى البحر الأسود، ودخلت كلها ميناء طرطوس الذي أوقفت السلطات الروسية العمل على مشروع توسعته لتستخدم هذه السفن في عملية الإجلاء المرتقبة لكامل الرعايا الروس خلال نهاية الأسبوع الحالي والأسبوع المقبل. وبين تقرير سوري للجيش الحر أن القوات الروسية البحرية في قاعدة طرطوس المحتلة وخارجها تتضمن نشاطا لقطع غير ثابتة للأسطول الروسي المتواجدة في البحر المتوسط التي تأتي للتزود بالوقود أو المؤن والمياه أو للصيانة الدورية، وهي تشمل 18 سفينة ما بين قتالية ومساندة تنفذ مهام تدريبية يتواجد فيها عناصر من المارينز تقوم بمهام تتعلق بمراقبة المياه الدولية منعاً لوصول أسلحة إلى ثوار سورية عبر الموانئ اللبنانية. إضافة إلى ذلك، هناك سفن مضادة للغواصات والسفن المرافقة لها الخاصة بالحراسة والتموين والرصد. وتضم قاعدة طرطوس قوة عسكرية مكونة من 1750 عنصرا من قوة المارينز الروسي، وعددا من مكاتب التقنيات والتصنت ومركزا كبيرا للاستخبارات العسكرية وآلاف العمال والفنيين وجنود البحرية، وتضم صواريخ "ياخونت" للحماية البحرية و72 عربة مدرعة.