يبدو أن المؤشرات بخسارة المرشح الجمهوري ميت رومني للانتخابات الرئاسية الأميركية دفعت بالحكومة الإسرائيلية إلى الإلقاء بثقلها لإقناع الإدارة الأميركية بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يتدخل بالشأن الداخلي الأميريكي بعد اتهامات الحزب الديموقراطي الذي يتزعمه الرئيس باراك أوباما له بالعمل لصالح رومني، من خلال الادعاء بأن إدارة أوباما لا تدعم إسرائيل. ففي تحول كبير في الموقف الإسرائيلي قال نائب وزير الخارجية داني أيالون في لقاء عقد بنيويورك مع مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية بأميركا "إن إسرائيل لا تفرق بين الجمهوريين والديموقراطيين. وليس لإسرائيل صديق أفضل من الولاياتالمتحدة ولا صديق أفضل من أوباما في المجتمع الدولي". واعتبر أيالون أن "موقف إسرائيل والولاياتالمتحدة موحد بشأن إيران وأن هذا التفاهم هو أكبر من التصريحات التي تم تضخيمها في وسائل الإعلام". وفي مسعى آخر، انتدب نتنياهو وزير دفاعه أيهود باراك إلى أميركا للقاء محافظ شيكاغو رام ايمانويل، المقرب من أوباما، لينقل إليه رسالة من نتنياهو ب"أن نتنياهو لا يتدخل في انتخابات الولاياتالمتحدة، وأنه لا يتراجع عن مواقفه بشأن إيران لكنه بالتأكيد لا يرغب بدعم مرشح ضد آخر أو التدخل بأي طريقة بالانتخابات". وكان مسؤولون بحملة أوباما أكدوا أن نتنياهو عمل لصالح رومني، غير أن استطلاعات الرأي العام أشارت إلى أن الغالبية من اليهود بالولاياتالمتحدة تفضل أوباما رئيسا، في حين أن شريط الفيديو الأخير الذي أظهر رومني منتقدا نصف الأميركيين دفع المحللين للتوقع مسبقا بفشل رومني بالانتخابات المقبلة. وفي السياق، تبادل أوباما ورومني الهجمات الكلامية في فلوريدا، إذ أكد أوباما أن خصمه "لم يتنقل كثيرا"، في حين سخر رومني من عبارة قالها الرئيس المنتهية ولايته تقر بفشله. وجال أوباما ورومني طوال نهار أول من أمس في ولاية فلوريدا لإقناع الناخبين الذين حسموا الانتخابات الرئاسية عام 2000، ومنحوا أوباما تفوقا لوصوله إلى البيت الأبيض في 2008. من جهة أخرى، حذرت إيران أمس إسرائيل والولاياتالمتحدة من أي هجوم عليها، وذلك خلال عرض عسكري كبير حضره الرئيس محمود أحمدي نجاد وكبار مسؤولي البلاد، نظم في ذكرى اندلاع الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988). وشارك آلاف الرجال وعشرات الدبابات والصواريخ المنقولة على شاحنات في العرض. وقال نجاد إن إيران تلجأ إلى "الروحية والثقة بالنفس" اللتين سادتا خلال الحرب من أجل "النهوض والدفاع عن حقوقها" اليوم أمام ضغوط القوى الكبرى. كما أشار جنرالات إيرانيون إلى أن عرض قوة إيران العسكرية ينبغي أن تستوعبه إسرائيل التي صعدت في الأسابيع الماضية التهديدات بضرب منشآت نووية إيرانية. فقد قال رئيس أركان الجيش الجنرال حسن فيروز أبادي "رد ايران على أي هجوم سيكون فوريا ولا يمكن وقفه". أما قائد الجيش الجنرال عطاء الله صالحي فقال إن "تنظيمنا عرضا عسكريا هدفه الردع لا التهديد". وكرر إلى جانب مسؤولين عسكريين آخرين التعهد بالقضاء على إسرائيل في حال هاجمت إيران. كما هدد رئيس قسم الطيران بالحرس الثوري المكلف بالدفاع الصاروخي العميد أمير علي حجي زادة، بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي في حال تعرض إيران لهجوم أو لعقوبات توقف صادراتها النفطية. وقال "إذا لم يعد لمضيق هرمز فائدة لنا يوما ما فسنحرم الآخرين من الاستفادة منه". كما قلل حجي زادة من المناورات الحربية البحرية التي تجريها الولاياتالمتحدة وثلاثون دولة أخرى في الخليج وقال إنها "لا تشكل تهديدا لنا".