على الرغم من مرور ثلاثة أسابيع على انطلاقة العام الدراسي الحالي إلا أن عددا من مدارس محافظة ظهران الجنوب لا تزال تعاني من نقص حاد في التجهيزات وأعداد المعلمين لاسيما في تخصصات الرياضيات والعلوم والإنجليزي, مما تسبب في تعثر انطلاق العملية التعليمية وانعكاس ذلك سلبا على اليوم الدراسي لطلاب تلك المدارس. أولياء أمور الطلاب لم يجدوا طريقا آخر غير بعث برقيات هاتفية عاجلة إلى وزير التربية والتعليم للنظر في معاناة أبنائهم بعين المسؤولية بعدما فقدوا الأمل في حل مشكلة نقص المعلمين في مدارس أبنائهم من قبل إدارة التربية والتعليم بسراة عبيدة والتي لم يتجاوب مسؤولوها مع جميع النداءات والخطابات التي رفعت لهم من قبل مديري تلك المدارس. نبيل جابر آل هاشل "معلم بمدرسة الصنعاني الابتدائية" أكد أن مشكلة نقص المعلمين تعاني منها المدرسة مع بداية كل عام دراسي دون أن تجد حلولا جذرية من قبل تعليم سراة عبيدة, مما انعكس أثره السلبي على سير المناهج الدراسية، حيث يضطر المعلمون الموجهون أو المعينون بعد مرور شهر أو شهرين لضغط المناهج على حساب المعلومة التي يجب إيصالها إلى الطلاب. ودعا آل هاشل إلى التخلص من سياسة تكديس المعلمين في القطاعات النائية كتهامة ومن ثم اللجوء إلى توزيعهم على المدارس التي تعاني النقص بعد مرور عدة أسابيع من انطلاقة العام الدراسي. مدير مدرسة الصنعاني أحمد سعيد الوادعي أخلى ساحته من المسؤولية حيث أكد مخاطبته لإدارة التربية والتعليم بسراة عبيدة ولمكتب التربية والتعليم بظهران الجنوب ولكنه لم يجد أي تجاوب ولا تزال المشكلة قائمة. من جهته طالب علي مسفر الوادعي "ولي أمر طالب" المسؤولين في تربية عسير بالتدخل لحل مشكلة نقص المعلمين في مدارس وسط ظهران الجنوب كمدارس الطلحة والوادي، مبينا أن أبناءهم يعانون من بقائهم داخل غرف الفصول دون أن يدرسوا. وأكد مدير مدرسة متوسطة صرد بن عبدالله المتوسطة وعمار بن ياسر الابتدائية حامد بن دليم آل زاهر معاناة المدرستين من نقص في تخصصات العلوم والرياضيات والإنجليزي، مبينا أنه حاول مرارا التواصل مع المسؤولين في تربية سراة عبيدة ولكنه لم يجد منهم أي تجاوب أو حتى ردا على اتصالاته الهاتفية أو الرسائل النصية التي بعثها على جوالاتهم بدءا من المدير ومن ثم مساعديه. وأضاف آل زاهر أنه سبق أن رفع عدة خطابات للإدارة التعليمية في محاولة منه لحل العجز في المدرسة ولكن لا حياة لمن تنادي, مشيرا إلى الازدواجية في تعامل قيادات الإدارة معهم في الميدان، حيث تأكد من تجاوبهم مع مديري مدارس دون غيرهم مما جعلهم يشعرون بالإجحاف، حيث إن الجميع يعمل تحت مظلة وزارة التربية والتعليم وكل يجب أن يقوم بدوره المناط به في سبيل تحقيق الأهداف السامية لرسالة التعليم. "الوطن" اتصلت على جوال مدير التربية والتعليم بسراة عبيدة يحيى آل فائع للتعليق على مشكلة نقص المعلمين في عدد من مدارس ظهران الجنوب ولكنه لم يرد، كما تم إرسال رسالة نصية على جواله الخاص ولكنه لم يتجاوب. مصدر بمكتب التربية والتعليم بظهران الجنوب أوضح ل"الوطن" أنه ليس من صلاحياتهم سد العجز من المعلمين في تلك المدارس.