بدأ الشك يساور أهالي محافظة ظهران الجنوب الحدودية (170 كم شرق أبها) في مصداقية القرارات الصادرة على مدى العامين الماضيين والمتعلقة بفصل مكتب التربية والتعليم للبنين عن إدارة التعليم في محافظة سراة عبيدة، وربطه مباشرة بالإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة عسير. وأجمعوا في مطالباتهم المرفوعة لعدة جهات حكومية، على ضرورة تنفيذ تلك القرارات التي ظلت لأعوام حبيسة الأدراج، مؤكدين أن تغيير مسميات المدارس غير كاف، في ظل انعدام الصلاحيات التي ما زالت في يد مدير التعليم في سراة عبيدة. وقال ل«عكاظ» نبيل جابر آل هاشل (معلم في مدرسة الصنعاني الابتدائية في ظهران الجنوب) «استبشرنا أخيرا بالتنظيمات الجديدة التي اعتمدتها وزارة التربية والتعليم لإعادة هيكلة إدارات التربية والتعليم، ودمجها في 13 إدارة عامة للبنات والبنين، إضافة لتحويل الإدارات الأخرى في المحافظات إلى مكاتب للتربية والتعليم، ترتبط مباشرة بالإدارة العامة في كل منطقة». وأضاف: ظلت تلك القرارات حبرا على ورق، وقد استمرت محافظة ظهران الجنوب الحدودية أكثر من 25 عاما تتبع لمحافظة أخرى أصغر منها، ما أدى لتأخر مسيرة التعليم في ظهران الجنوب، بسبب ضعف الإمكانات والكفاءات البشرية داخل الإدارة التعليمية. بدوره، أكد عوض القاضي (رجل أعمال) أن مكتب التربية والتعليم في ظهران الجنوب لا يوجد به سوى ثمانية مشرفين يشرفون على أكثر من 130 مدرسة موزعة على سبعة مراكز إدارية، تتبع لمحافظة ظهران الجنوب هي؛ الحرجة، الفيض، الحمرة، الغايل، الربوعة، حصن الحماد والنعضاء، لا يملكون من الصلاحيات غير زيارة المدارس والرفع بتقاريرهم للمسؤولين في تعليم سراة عبيدة، فيما مدير مكتب التربية والتعليم في ظهران الجنوب كغيره من المشرفين مسلوب الصلاحية، لا يستطيع اتخاذ أي قرار، أو استحداث أي أقسام كالمالية أو المشاريع والمتابعة، أو حتى طلب مشرفين تربويين لسد العجز الذي تعانيه مدارس المحافظة. وطالب القاضي بتشكيل لجنة وزارية لمتابعة المباني المدرسية الجديدة التي يبدأ ترميم مبانيها بعد أشهر قليلة من تسلمها. استقلالية تعليم ظهران الجنوب من جانبه، طالب هادي هصام آل ثابت (معلم في متوسطة عمير بن أبي وقاص) باستقلالية مكتب التربية والتعليم في ظهران الجنوب، في ظل معاناة المعلمين في مدارس المحافظة من عدم السماح لهم بالترشح للتدريس في الخارج، وكذلك الدورات التدريبية المتقدمة. وأضاف آل ثابت: لم أستلم أي مبلغ مالي مقابل دورات تدريبية حضرتها سواء في محافظة سراة عبيدة أو حتى في ظهران الجنوب التي يفتقد مكتبها لمركز تدريب، استعيض عنه بغرفة نوافذها مغطاة بالكراتين والملصقات وتفتقد للتقنيات الحديثة من أجهزة حاسب آلي وسبورة ذكية وكاميرا وثائقية. وأوضح آل ثابت أن الوحدة الصحية ألحقت حديثا بمبنى متهالك لمكتب التربية والتعليم انتهت صلاحيته، وهو أقدم مبنى حكومي تعليمي شيد في الثمانينيات الهجرية، لافتا إلى أن الوحدة الصحية تشهد نقصا حادا في خدماتها العلاجية والدوائية، وأصبح دور طبيبها الوحيد تحويل المعلمين والطلاب إلى المستشفى العام. واضطر محمد سعيد آل الوثيق (معلم) لطلب النقل خارج بعد أن حرم على حد قوله من إكمال تعليمه الجامعي، أو حتى الحصول على دورة تدريبية متقدمة، فيما القيادات التعليمية داخل الإدارة ينعمون سنويا بدورات في ماليزيا، إنجلترا، وبعض الدول الأوروبية، ناهيك عن الدورات الداخلية على مستوى وزارة التربية والتعليم. وأكد المعلم عبد الله الوادعي على ضرورة تنفيذ قرار ربط تعليم محافظة ظهران الجنوب بالإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة عسير، ما يساعد في دعم مكتب التربية والتعليم في محافظة ظهران الجنوب، للإشراف على أكثر من 230 مدرسة للبنات والبنين. وبين الوادعي أنه يعتزم تقديم شكوى لديوان المظالم في عسير، للحصول على مستحقاته المالية لسبع سنوات مقابل دورات تدريبية وتنافسية بين مدارس القطاعات التعليمية ومهرجانات الطفل خارج وقت الدوام الرسمي. وقال محمد مهاوش «إن أول خطوة كانت في الطريق الصحيح هي قرار وزير التربية والتعليم رقم 31950948 في 6/8/1431ه، الذي نص بصورة واضحة في فقرته الثالثة على توحيد مكاتب التربية والتعليم (بنين وبنات) في المحافظات التي لا توجد فيها إدارة للتربية والتعليم، في مكتب تربية وتعليم واحد، ويكون ارتباطه بإدارة التربية والتعليم وفق نظام المناطق، كذلك صدر أمر وكيل وزارة التربية والتعليم رقم 311630187 في 2/1/1432ه، يشدد على تنفيذ ما جاء في قرار وزير التربية والتعليم، وربط مكتب التربية والتعليم في محافظة ظهران الجنوب بالإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة عسير». «عكاظ» حاولت الاتصال على مدير إدارة التربية والتعليم في محافظة سراة عبيدة يحيى آل فايع عدة مرات ولم يرد، في حين أكد وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط والتطوير الدكتور نايف الرومي أن قرار ربط محافظة ظهران الجنوب تعليميا بالإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة عسير نافذ ولا رجعة فيه، تنفيذا للأنظمة وتوجهات وزارة التربية والتعليم، ورغبة أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد، وأهالي المحافظة.