كسرت الدكتورة لمياء باعشن مساء أمس الروتين المعتاد في كثير من الفعاليات الثقافية وغيرها، والذي يعتمد مشاركة المرأة من خلال المنبر النسائي المستقل عن المنبر الرئيس للقاعة، أو من خلال الدوائر الصوتية. وكانت باعشن قد غيرت نظام المشاركة النسائية في خيمة عكاظ، الذي يمنع للمتحدثات الجلوس على منصة المسرح الرئيسة، بعد تجاهلها وجود ما يعرف ب"المنبر النسائي"، وجلوسها ضمن المشاركين على منبر منصة مسرح خيمة عكاظ التي احتكرها الرجال لست سنوات مضت، وذلك لدى مشاركتها في ندوة "الإبداع النسوي وقناع الكتابة " والتي شاركها فيها بوشوشة بن جمعة من تونس والناقد حسن النعمي، وتقديم الدكتور معجب العدواني الذي بدأ بتقديم باعشن مبررا ذلك بكون محور الندوة متصلا بالمرأة. وتساءلت باعشن: هل المرأة حين تكتب، تكتب أدبا خاصا بها؟ مشيرة إلى أن الأدب النسائي مصطلح مشوش، وأن الكتابة النسائية استمرت أكثر من 3 قرون فيما جاء المصطلح نتيجة لحراك اجتماعي سياسي للمطالبة بحقوق المرأة. وترى باعشن أن الأدب النسوي هو ما ارتبط بقضايا المرأة سواء كتبه رجل أم امرأة، مبينة أن المبدعة تمسك بطرف الخيط المرتبط ببنات جنسها وقضاياهن وهنا تكون الكتابة أداة تمرد، وقد تكون الكتابة تحريريا وتحريا. وذهبت باعشن إلى أن القناع يتمثل في الأسماء المستعارة حيث تلجأ الكاتبة إلى اسم رجالي أو نسائي لتخفيف وطأة الرقابة الأسرية والاجتماعية، كما يتمثل القناع في ما يرفضه الرقيب الذاتي. وبينت أن القناع الذي يرفضه الرقيب الذاتي وهو إيهام القاري أن بطلتها شخصية مزيفة وليست حقيقية والقناع يعطي المرأة حرية ويكشف الجانب الآخر الحقيقي من الحياة. أما الدكتور بوشوشة بن جمعة فأكد أن الأدب النسوي ما زال يثير من الأسئلة ما يجعله جدلية وإشكالية في مستوى الخصوصية ومدى حضور هذا الأدب في الخارطة العربية، مشيرا إلى أنها إشكالية لا تخلو من الالتباس والإرباك. وبين بوشوشة أن الإبداع النسائي يجد نفسه في بيئة ثقافية غاليا ما تنظر إليه نظرة دونية وهناك من الأديبات من يعمدن إلى تجاوز هذا التهميش. وقال إن الروائية تكتب الرواية وهي متيقنة أنها لا تنتمي للجنس الروائي بل سيرة ذاتية أو جوانب من حياتها واصفا هذا بأنه نوع من المراوغة. وأشار إلى أن النوع الثاني من المراوغة هو التصديرات التي تصدر بها نصوصهن لينفين من خلالها كل علاقة بسيرهن الذاتية ويقلن إن ما كتبنه هو نتاج المخيلة. من جانبه، قال الدكتور حسن النعمي: إن كان ثمة كاتبات غامرن بالحضور بلا قناع فإنه يبقى وسيلة لكتابة المرأة. وأضاف: يجب أن نحدد مفهوم القناع وهو الحائل بين الكاتبة ذاتها ومجتمعها، وأشار إلى أنها تنوعت أقنعة الكتابة بسبب تنوع المرأة تحت قناع الاسم المستعار تبحث عن الحقوق في مجتمع ينتقص حقوقها ويرفض حضورها بالاسم، "لكن قناع الاسم المستعار ينتهي دوره بانتهاء ظروفه". كما تناول النعمي قناع الكتابة الذكورية، وقال إنه إسهام من الرجل في دعم المرأة، مستشهدا بدعم الأديب حسن عواد لثريا قابل في أول ديوان نسائي، وتجربة رجاء الصانع التي كتبت تحت قناع ضامن لاستقبالها عندما قدم لها الدكتور غازي القصيبي، كما قال النعمي.