عندما نقرأ للروائيات العربيات نجد أن رؤيتهن تكاد تكون متشابهة وأن صورة الرجل في نصوصهن الروائية صورة منمطة، كذلك فإن تقديم نماذجهن النسائية تأتي من خلال صياغة حالة مظلومية مكررة، فالروائية اللبنانية والعراقية والمصرية تتساوى في تقديم الهم النسائي مع الروائية الخليجية، هذا التصور قادني إلى أن اسأل العديد من الروائيات العربيات وكذلك الناقد والناقدة: ألم تلعب الفوارق الاجتماعية والحياتية بين الدول العربية دوراً في تقديم كتابة نسائية مغايرة بين الروائيات العربيات؟ ومن خلال الإجابات نرصد أن هناك تباينا في الرؤى ..وإن كانت الرؤية تكاد تقترب من تأكيد النمطية وهذا ما نلمسه في رأي الدكتور عبدالله إبراهيم وكذلك الناقد خالد الرفاعي واتفقت معهما الروائية المصرية منصورة عزالدين والى حد ما الناقدة فاطمة المحسن التي ترى أن هناك مغايرة في تقديم صورة الرجل بين الروائيات العربيات، لكنها ترى في المقابل مغايرة في تقديم صورة الرجل بين الروائيات ويتشارك معها في رؤية الطرح المغاير الروائية سمر يزبك وكذلك الروائية سارة الجروان .وفي الآراء التالية نرصد الرؤى مفصلة للأسماء المشاركة في هذا المحور: الدكتور عبدالله إبراهيم " ناقد عراقي": هذا استنتاج صائب، أوافقك عليه بشكل عام، ويعود ذلك إلى أمرين، أولهما عدم وجود اختلافات جوهرية في المشاكل التي تعيشه المرأة العربية، فالاختلاف إن وجد هو في درجة المشكلة وليس في نوعها، وفي مقدمتها عدم الاعتراف بالأنوثة إلا بوصفها موضوعا للإغراء، وهيمنة الأبوية الذكورية، وكبح التطلعات النسوية، وحجب المرأة عن ميدان الفعل العام، أو إعاقتها بدواع اجتماعية أو دينية، ناهيك عن الدور النمطي للمرأة في المجتمع، فهذه مشتركات عامة تخيم على عالم المرأة العربية، وبما أن كثيرا منها وجد طريقه إلى الرواية النسوية، فكانت الحصيلة ظهور تماثل في الموضوعات لكثير من نصوص الروايات،أما الأمر الثاني، وهو مرتبط بالأول، فيعود إلى غياب الوعي النقدي لدى كثير من الكاتبات بالهوية الأنثوية الأصيلة للمرأة، وهي هوية فاعلة عبر التاريخ الإنساني، وغياب هذا الوعي جعل كثيراً منهن يقدمن معالجات متشابهة لمشكلات متشابهة، والحال هذه، فما تفتقر إليه الرواية النسوية العربية هو درجة واضحة من غياب الرؤية الأنثوية العميقة للعالم ولذات المرأة، فالكتابة في نهاية المطاف ليست استطرادات، وتوجعات، وشكاوى، ورغبات، وأحزان، واستيهامات، وهي بالقطع ليس مدونة تظلم تقدم لأولي الأمر، إنما هي صوغ خطابي مركب لعالم المرأة يترفّع عن كل ذلك، وهذا الوعي بالكتابة النسوية يكاد يكون غائبا، ولهذا يتعاظم التكرار والتماثل، وكأننا بإزاء مدونة سردية واحدة يتناوب عليها كاتبات كثيرات منهن لم يتوفرن على شروط الكتابة السليمة، فكيف بالرؤية الأصيلة لمفهوم الأنوثة، وللعالم الحاضن لها!! الرفاعي:لا تختلف كثيرا رؤية الروائيات في الثمانينيات عن رؤية الروائيات في الألفية الثالثة خالد الرفاعي "ناقد سعودي" ما سجلته في هذا السؤال هو عينه ما سجلته أنا على مستوى الرواية النسائية السعودية، فالروائيات اللواتي عشن في المدن لا تختلف رؤاهنّ – داخل الرواية - عن اللواتي يعشن في القرى، وفي السياق ذاته لا تختلف كثيرا رؤية الروائيات في الثمانينيات عن رؤية الروائيات في الألفية الثالثة، وتحليل هذه الظاهرة العابرة للأزمنة والأمكنة والثقافات يأخذ أبعادا متعددة، سأشير طلبا للإيجاز إلى عاملين مهمين: الأول: التكوين النفسي للروائية، فهناك دراسات لا حصر لها تشير إلى أن المرأة كائن بكّاء بامتياز، فهي - تبعاً لرؤية هذه الدراسات - لا تجيد إلا البكاء أو التباكي أو الشكوى، وبعيدا عن الخوض في منهجية هذه الدراسات، ومدى سلامتها من النظرة الذكورية الجائرة، نجد أنّ هناك معزّزاتٍ لهذه الرؤية على مستوى خطاب الرواية النسائية، ويمكن أن أستشهد هنا بأسِّ الخطاب وهو اللغة، فلغة المرأة – حتى في أكثر تجلياتها مباشرة – لغة مترعة بالعاطفة، بالألم، بالحزن على شيء فائت حتى لو لم يكن محدداً، والتطلع الدائم إلى شيء بعيد المنال حتى لو لم يكن محدداً...، وإذا كان من الطبيعي أن تشيع في رواية المرأة الشخصيةَ المحطمةَ، فإن ما ليس طبيعيا أن تلجأ الروائية إلى افتعال حدث تحطِّم به شخصياتها (خاصة في البدايات/ مرحلة الريادة)، وهذا سياق طويل يمكن أن نجد فيه بالاعتماد على النفسي والبايولوجي ما يفسر جزءا من هذه الظاهرة، خاصة أن الخطاب الروائي – كما أسلفت – يحمل بين جنبيه ما يسند ذلك. الثاني: (وهو الأهمّ من وجهة نظري) أن الفوارق الحياتية التي تبدو لنا على السطح قد لا يكون لها تأثير في العمق / الباطن، ومن خلال متابعتي المتواضعة وجدت أنّ حرية المرأة في عدد من الدول العربية أفرزت شعورا لدى بعضهنّ بتبعية في ثياب جديدة، وكأنهنّ بعد صراعهنّ الطويل للخروج من حالة (الحريم) وجدت أنفسهنّ أمام حالة تفتقر حتى إلى الحدّ الأدنى من الحرمة والخصوصية والاستقلالية...، وأعرف أن إحدى الليبيراليات في سورية أبدت تأثرها حين شاهدت مسلسل (باب الحارة)، ولم تتردّد في أن تصرِّح برغبتها في عودة المرأة إلى بيتها القديم... إنّ التبعية موجودة في العمق، وهي أشبه ما تكون بالنسق العام الذي يجعل من الانفتاح انغلاقاً صارماً يقف لحمياته مئات الحرّاس والأعين، ومن الجميل أن أشير هنا إلى أنّ هذه الحالة من التبعية تشعر بها حتى الروائية الفرنسية وإن بشكل نسبي، ولقد كُتِبَ لي أن أطلعَ على كتب في مجال النسوية لعدد من الباحثات الأمريكيات فوجدتها – هي الأخرى - مترعة بهذه الحالة، وهذا يؤكد ما أفضيت به في الأسطر السابقة، فتبعية المرأة للرجل موجودة في الثقافات كلِّها، وعلى امتداد الأزمنة كلِّها، لا ريب في أن الصور تتغير، وأن وعينا بسياقات هذه الصور مظنة اختلال واختلاط، لكن خلف هذا التعدد الناتئ على السطح مراكزَ بينها قواسم مشتركة كثيرة، هي المنتج الحقيقي لهذه الحالة المستمرة في المكان والزمان، وإلى هذه الحالة يعود توحّد المكتوب رغم تعدّد الروائيات على مستويات الذات والإقليم والعصر ...، ولن تجد أدل على ذلك من تمرّد روائية واحدة على سياقين فكريين متباينين (كالإسلامي والليبيرالي لدينا)، وكأنها تريد إسقاط العالم كله لتبني على أنقاضه عالماً جديدا، وحين ترى كاتبا أو مفكرا أو أديبا يطلق رصاصه في كل اتجاه فاعلم أنه يواجه نسقا/ حالة أكثر من مواجهته صوراً، وسأمثل هنا بسمر المقرن التي تشير بعض الأخبار الثقافية إلى اشتغالها على رواية جديدة تعرض فيها لموقف التيار الليبيرالي من المرأة بعد أن عرضت في (نساء المنكر) لموقف لتيار الإسلامي .أجدني أكثر ميلا إلى العامل الثاني. المحسن:الروائيات العربيات تتلبسهن حالة من الشعور بالمسؤولية إزاء واقع المرأة العربية فاطمة المحسن "ناقدة عراقية " ما تقوله عن رواية المرأة أوافقك عليه على نحو ما. فالروائيات العربيات في الغالب، تتلبسهن حالة من الشعور ب"المسؤولية" إزاء واقع المرأة العربية، وهذا يفضي بهن الى إحساس المقهورين أو المقصين عندما يشرعون في تدوين تواريخهم. وندري ان الرغائب والنوازع الذاتية تسيطر في هذه الحالة، كما يهيمن النسق الفكري، وما يمكن تسميته أيديولوجيا المرحلة. ولكن كيف يفلت الكاتب من الحالين او يطوعهما، هذا سؤال لا يوجه الى الكاتبة وحدها، بل الى ثقافة مرحلة .وما يشجع النساء على المكوث في مواضيع روائية منمطة،هو القارئ او الناقد في الغالب،حيث يبحث عن السيرة الذاتية في الرواية أو القصة التي تكتبها المرأة او تتخيلها عن نفسها، وعبر لعبة التبادل في الأدوار بين الكاتبة وبطلاتها، تصبح لروايات النساء عن الحب والظلم والرجل المعشوق والعاشق وقعا مؤثرا ومرغوبا، مثل سر مهموس. بالتاكيد هذا يشجع الكاتبات على ان يجعلن من حكاية الواقع الاجتماعي، قضية روائية، وعلى نحو ما، قضية شخصية، تكاد تتشابه أو تتناسخ.ولكن لنتذكر أن أول رواية نسبت إلى التجديد الروائي النسوي هي " أنا أحيا" لليلى بعلبكي، وميزتها انها تقدم شخصية غير نمطية، ولا تحمل رسالة ولا تقوم بمهمة، لا أيديولوجية ولا فامنستية،بل هي ترفض المهمتين. في وقت كانت تلك الأفكار هي السائدة في بيروت نهاية الخمسينات، وقت كتابة الرواية. الرواية تطرح صورة الفتيات المتفرنسات في بيروت الحديثة التي كان طلابها ومثقفوها تحت تأثير الوجودية وأفكار اللاجدوى والعبث. اي ان النزعة النسوية فيها اتخذت صيغة التحرر غير المشروط، مبادرة الفتاة المتحدية الرافضة للحياة الرتيبة، والتي لا تعاني في الأصل ظلما وقهرا رجولياً، ولكنها تعاني من حب رجل قادم الى عالمها من عالم مختلف.وهكذا هي استبعدت الشكوى من الرجل الذي تعرفه، ورحّلت الارتكابات الى مجتمعات أكثر تخلفا مثل المجتمع العراقي الذي اختارت منه بطلها. سارت غادة السمان وكوليت خوري وسواهن على هذا النموذج، وإن كانت الأنثوية الشرقية في كتابتهن أوضح، وحديث الحب المجروح يسيطر على هواجس البطلات. في حين كانت سميرة عزام الفلسطينية التي تعيش في العراق، تكتب عن النضال والمرأة،والفوارق الطبقية، وكذلك قاصات العراق في الستينات: عالية ممدوح، لطفية الدليمي، سالمة صالح، كانت كتاباتهن لا تشبه كتابة المصريات مثلا او اللبنانيات، وإن التقين في نقاط مشتركة. في حين كانت رواية لطيفة الزيات ونوال السعداوي لها تضاريس مختلفة في مصر عنها في لبنان الستينات والسبعينات.من هذا اقول أن تاريخ الرواية العربية سواء كانت من صنع النساء او الرجال، يمكن ان يدلنا على ما نسميه الاختلاف النسبي في المواضيع ووجهات النظر، بما فيه وجهة النظر النسوية. بيد أن الزخم الروائي الكبير في العقود الأخيرة، ومشاركة النساء المتشعبة، وانتشار الرواية والقصة عبر وسائل الاتصال السريعة، تكاد توحد الخطابات، بما فيها الخطابات الروائية، ومنها خطاب المرأة الكاتبة. خالد الرفاعي اعتقد ان هناك بعض اختلاف بين شخصيات الرجال في روايات هدى بركات والشخصيات التي تقدمها علوية صبح، مثلا وهن من بلد واحد. كذلك هناك اختلاف بين رجال عالية ممدوح ورجال رجاء عالم او الروائيات السوريات او المصريات. خذ صورة الرجل عند أميمة خميس واختلافها عن صورته في روايات مواطناتها انفسهن، رجاء الصانع في "بنات الرياض"، او صاحبة رواية "الآخرون" لصبا الحرز، التي يكاد يغيب الرجل من روايتها، ويظهر في النهاية على نحو ملفق، كأن رقيبا أضافه اليها.لعل حضور الرجل الهامشي، او غياب الرجال عن عالم النساء في رواية "الآخرون"، هو في الاساس موقف تمرد واختلاف قل نظيره في الرواية العربية. سمر يزبك تحضرني هنا فكرة امبرتو ايكو عن القارئ النموذجي الذي يهندس النص مواصفاته،ونجده في الروايات المتميزة أو المختلفة في خطابها عن السائد، في حين يساهم الجمهور أو القارئ العادي في صناعة أدب معين بما فيه الروايات التي تكتبها النساء أو تلك التي يكتبها الرجال. سمر يزبك " روائية سورية " لا اتفق تماما في طرح الفكرة القائلة أن صورة الرجل متشابهة في نصوص الروائيات العربية، ربما اتفق أن نصوصهن تشبه عقدا من الخرز الملون الذي يجتمع في خيط واحد، هذا تشبيه يبدو أقرب الى الدقة من كون النصوص متشابهة في رؤيتها للرجل، ولكن، استطيع الجزم أن كتابة المرأة العربية وتحديداً في الجنس الروائي، عبرت عن هاجس، شكل نافذة أولى في النص الأول الذي كتبته روائيات مثل "غادة السمان وليلى بعلبكي " في النص الجديد تجاوزت الروائيات العربيات فكرة الرجل الظالم أو الرؤية الناقصة للرجل، خاصة في السرد الجديد الذي تمثل بنصوص تفاوتت بين مرحلة الجيل الوسط مثل: حنان الشيخ، رضوى عاشور، كولييت خوري، ولاحقا هدى بركات التي شكلت نصوصها الروائية انعطافة في السرد الأنثوي العربي وخاصة في روايتها "حجر الضحك" نستطيع القول أن هناك جيلا جديدا تمدد وانتشر في مناطق أوسع بدءاً من سوريا والسعودية ومصر وانتهاء بالكويت، عبرَّ عن علاقة المرأة بالرجل بشكل مختلف، فما كتبته الروائيات السعوديات مثل "ليلى الجهني ورجاء عالم" عن العلاقة بالرجل لايمثل نفس المنظومة الفكرية التي عبرت عنها روائيات سوريات، أو حتى ما وجدناه فيما تكتبه علوية صبح اللبناينة، أو المصرية ميرال الطحاوي، ربما تكون مقولة الاضطهاد الاجتماعي تلازم هذه النصوص، لكنها لا تعبر عن رؤية توافقية بالمعنى الحرفي، وإنما تعبر عن واقع حال مجتمع تخضع فيه النساء الكاتبات إلى قوانين دينية واجتماعية وسياسية متشابهة، وعلى الأرجح يكون الرجل فيها يمثل سطوة ما، أو رمزاً لتنفيذ سلطة هذه القوانين التي تحد من حرية ووجود المرأة الانساني. هل نستطيع القول ان صورة الرجل في "نساء المنكر" لسمر المقرن، و"بنات الرياض" لرجاء الصانع تشبه صورة الرجل في رواية "اسمه الغرام " لعلوية صبح؟ بالتأكيد لا. طبيعة المجتمع حددت فوارق، وطبيعة التشريعات والقوانين جعلت هناك اختلافات في هذه الصورة، يبدو من الاجحاف القول أنها متشابهة. أعتقد أن النصوص النسائية الروائية الجديدة تجاوزت المفهوم المحدود للعلاقة مع الرجل نحو مفاهيم أكثر اتساعا، وهي بذلك تجاوزت الحالة الغنائية الانشائية التي كتبت فيها أصوات نسائية سبقت هذا الجيل الجديد. منصورة عزالدين منصورة عز الدين " روائية مصرية " يُخيل إلي أن الحكم بأن رؤية الكاتبات العربيات تكاد تكون متشابهة، وأن صورة الرجل في نصوصهن الروائية صورة منمطة، هو حكم ينطوي على قدر كبير من التعميم، يجعله يقترب من الكليشيه. ثمة كاتبات عربيات كثيرات خرجن من دائرة الكتابة من موقع الضحية، كما ترفض كاتبات كثيرات، وأنا منهن، أن تكون مجرد ناطقة باسم بنات جنسها، أو محامية موكلة للدفاع عن قضية المرأة بشكل دعائي ومباشر. عن نفسي، أرفض أن يكون الكاتب، أي كاتب، متحدثاً رسمياً باسم جنسه، أو وطنه، أو قبيلته، إنما أن يتناول الوجود الإنساني الملتبس والإشكالي بعيداً عن الإنحيازات الضيقة، والنبرة الدعاية. كل كتابة جيدة من وجهة نظري تنطلق من هم إنساني ما. لا يعني هذا أني لا أرى أن كثيرا من الكاتبات يقدمن أنفسهن كمتحدثات باسم المرأة، ويتعاملن معها باعتبارها ضحية بشكل مطلق وأبدي ومع الرجل كجلاد وظالم بشكل مطلق. المسألة فقط أني أرفض التعميم لأن به قدر كبير من الظلم لكتابات عميقة ومتنوعة وتطرح أسئلة شائكة بعيداً عن منطق الأسود والأبيض، والجلاد والضحية، الذكورة والأنوثة. فالفن يكمن في مناطق الغموض والالتباس بين هذه الثنائيات الجاهزة والمتناقضة. معظم الأعمال التي أحبها هي تلك التي تقف وراءها عين إندروجينية تحمل سمات الذكورة والأنوثة في الوقت نفسه. هذه العين الاندروجينية تضمن نوعا من الحياد وعدم الانحياز. الانحياز الشديد يشوش ويعمي العين عن رؤية ما وراء الأشياء. سارة الجروان أقرأ أحياناً روايات لكاتبات لا تتعدى كونها مجرد وصلات من البوح والتشكي، وسرد ممل لتجاربهن الذاتية الضيقة من طلاق وزواج وقصص حب، يصعب أن تجد ما يرفعها من مستوى الشخصي إلى المشترك الإنساني العام. لكن هذا لا يعني أن نضع كل ما تكتبه المرأة العربية ضمن هذا التصنيف. سارة الجروان روائية اماراتية: هم المرأة الأزلي في علاقتها بالرجل هي صورة مكررة لعملة واحدة فحسب منذ الأزل والى ما شاء الله وهي علاقة قائمة بين عنصري جاذب ومجدوب ولا أتحدث عنن المرأة العربية فحسب بل هي المرأة أيما كانت عربية أو سواها تسعى المرأة مذ تكونها في خلق توءمة بينها وبين الرجل خاصتها لذا فالكتابة لاشك لن تكون مغايرة بين الروائيات العربيات أو حتى الروائيون العرب فحين يتعاطئ الأديب فعل الكتابه يتلبسه الشعور الانساني المجرد بعيدا عن ظواهر أو فوارق الطبقية الاجتماعية التي تظهر جلية في رصد المعاناة من أديب الى اخر ومن بيئة الى اخرى بينما تبقئ النزعة الانسانية والعاطفية فعل مشترك قابل للتشظي كل حسب انفعالاته وهواجسه بالطرف الآخر.. أما إذا أردت التخصيص إذا ما حق لي ان أتحدث عن الكتابة المغايرة للروائية الخليجية وصورة الرجل في كتابتها فهي لاشك تقدم طرحا يختلف عن زميلاتها في هم الكتابة سواء في الدول العربية أو سواها.. لأنهم في وطننا الخليجي يعتبرون فعل الكتابة عن الرجل والمجاهرة بعشقه كسرا اثما للعادات والتقاليد وان المرأة التي تجاهر بهذا العشق حق لها ان تصلب أو أقل ما ينسب اليها من صفة هو الفجور.. فعلى سبيل الذكر عندما جاهرت بحبي للسلطان في روايتي طروس الى مولاي السلطان وضعت كلمة مولاي في خندق ضيق فقيل ان سارة تأله السلطان والعياد بالله فالعوام قد تقول لا يحرمون الحب ولكنهم يريدونه ظهورا باهتا.