لم يشفع الاسم التاريخي الذي يحمله حي الجنادرية في مدينة الرياض من أن يرزح سكانه تحت وطأة نقص الخدمات البلدية والصحية وتردي مستوى الاهتمام بالشوارع والأرصفة داخل الحي وغياب إجراءات السلامة من خلال ظهور حفر الصرف الصحي المكشوفة مما يؤدي إلى تعريض حياة الآخرين للخطر في ظل غياب الجهات المختصة عن الخطر المحدق داخل الحي. ورصدت "الوطن" خلال جولتها في الحي آراء بعض المواطنين الذين أبدوا استياءهم من الإهمال وسوء التنظيم الحاصل في الحي وطالبوا الجهات المعنية بمعالجة هذا الإهمال الذي غيب الوجه الحضاري للحي الذي يعتبر من الأحياء المهمة بالعاصمة، ويقول المواطن شجاع الجباري إن الحي يعاني من انقطاعات متكررة في المياه مما أدى إلى الاستعانة بوايتات المياه التي ارتفعت أسعارها بشكل ملحوظ في فصل الصيف ووصلت فيه إلى ما يقارب ال500 ريال للوايت الواحد، مشيرا إلى أن سوء السفلتة أدى إلى ظهور الحفر وتشققات في الشوارع مبديا استغرابه من تلك الحفر بحكم أن الشوارع حديثة الإنشاء، وطالب بسرعة معالجة هذا الأمر الذي بدأ في الاستفحال. وبين الجباري أن المركز الصحي الموجود في الحي يعاني من نقص العيادات وسوء مرافقه وقلة موظفيه مما دفع الطبيب المعالج إلى ممارسة عمل إضافي وهو صرف الأدوية للمريض بحكم غياب الصيدلي. واتفق معه فيصل أحمد وزاد أنه لاحظ أثناء ذهابه إلى المركز الصحي لمعالجة ابنه المريض ب"الأكزيماء" أنه يعاني من نقص في الأدوية وفوجئ بعدم توفر المؤهلات التي يجب أن تكون متواجدة في جميع المراكز الصحية، داعيا الجهة المختصة إلى النظر على وجه السرعة لهذا الأمر الذي يعتبر من أهم المرافق التي تهم قاطني الحي. من جانبه، أشار قاسم حمود إلى وجود تقاطع خطر شرق الجنادرية، منخفض عن سطح الأرض قرابة 10 سم، يؤدي إلى وجود مستنقع أثناء هطول الأمطار، فضلا عن زيادة أعداد الحوادث في تلك المنطقة، مبديا استغرابه من إغلاق هذا التقاطع خلال الأمطار دون النظر في معالجة المشكلة. ويقول المواطن أحمد محسن إنهم يعانون من قلة الأدوية بالمركز الصحي في الحي ونقص في الكوادر الطبية، مضيفا أن سكان الحي ظلوا يطالبون بافتتاح المركز الصحي الجديد الذي لم يفتتح بعد حتى يسد العجز الواضح في خدمة الأهالي. ويضيف المواطن طلال الرويلي أن الحي تغيب عنه المرافق الحضارية للأحياء مثل ساحات البلدية والحدائق والمتنزهات، أسوة بالأحياء الأخرى، والتي تشكل متنفسا للأطفال والأسر، داعيا إلى الاهتمام بالحي. من جانبه، بين المواطن سامي العنزي أن مساحات المرافق الحكومية غير المبنية تستخدم لرمي النفايات وتصبح ملجأ للأوساخ التي تشوه منظر الحي وتعكس وجها غير حضاري لساكنيه، وذلك من غير مراقبة من الجهات المعنية التي يجب أن تتابع المخالفات التي يقوم بها بعض ضعاف النفوس.