شهدت العاصمة السورية أمس تصعيدا جديدا حيث انفجرت قنبلتان استهدفت إحداهما جنودا سوريين في منطقة الصالحية وأوقعت خسائر عدة. وكان التلفزيون السوري الرسمي قد أعلن عن انفجار دراجة نارية مفخخة بالقرب من مسجد في دمشق لدى خروج مصلين أمس أسفر عن مقتل خمسة عناصر من قوات الأمن السورية. وذكر أن "التفجير وقع في حي ركن الدين في دمشق". وتشهد مناطق أخرى من محافظة دمشق "اشتباكات عنيفة" بين القوات النظامية والثوار في منطقة القزاز في جنوب شرق العاصمة، فيما اعتقلت قوات الأمن "عشرات الشبان من أبناء المنطقة"، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما أفاد سكان وعمال إغاثة محليون أن قصفا شنه الجيش السوري بقذائف المورتر والمدفعية على منطقة في جنوبدمشق؛ حيث يعيش لاجئون فلسطينيون أسفر عن مقتل 20 شخصا على الأقل. وشهد مخيم اليرموك للاجئين والمناطق المحيطة به أطول قتال في العاصمة السورية منذ أن شنت القوات الموالية للرئيس بشار الأسد هجوما مضادا لطرد الثوار من المدينة قبل نحو شهرين. وقال السكان إن الجيش ربما كثف هجومه على المنطقة ظنا منه أن مقاتلي المعارضة الذين كانوا يختبئون في ضاحيتي التضامن والحجر الأسود القريبتين يتسللون إلى اليرموك؛ حيث تشتبه السلطات في أن سكانه الفلسطينيين ينحازون إلى جانب المعارضة المسلحة. وفي سياق متصل أظهرت لقطات فيديو صورها هواة ما يعتقد أنه قصف عنيف على مدينة حلب والآثار التي ترتبت عليه. وأظهرت اللقطات زقاقا يملؤه الدخان والحطام بالإضافة إلى ما يبدو أنهم معارضون مسلحون يخوضون معارك بالأسلحة. وسمع دوي قصف وصوت رصاص وظهرت جثة رجل تنزف على الأرض ورجال واقفون بجوارها. من جانب آخر يبدي تجار حلب وقوفهم مع التغيير ولكن دون عسكرة الصراع. ويؤيد غالي زبوبي الذي يملك مقهيين في حلب أحدهما ينظر إليه على أنه ملتقى لثوار التغيير في سورية، إلا أنه يرفض عسكرة هذا التغيير الذي يدفع بحسب رأيه إلى تدمير المدينة واقتصادها. ويقول زبوبي إن السكان يرفضون تدمير مدينتهم التي بنوها بأنفسهم "بعد أن عاقبها النظام"، في إشارة إلى إهمال المدينة في عهد حافظ الأسد بعدما دعمت مجموعات من السكان فيها تحركات "الإخوان المسلمون" خلال الثمانينات. وفي حي العزيزية المسيحي، يعيش إلياس (38 عاما) الذي يدير مؤسسة لأجهزة التدفئة يعمل بها 200 موظف، وجوني (38 عاما) الذي يقود شركة لتوزيع المواد الغذائية يعمل فيها 30 شخصا، في توتر مستمر. ويقول إلياس إن "مراكز النشاط الثلاثة في حلب، المنطقة الصناعية في الشيخ نجار والمدينة القديمة والليرمون مغلقة تماما. هل يمكن تخيل كم من الموظفين يعيشون اليوم من دون راتب؟ هل تظنون أنهم يؤيدون الثوار؟".