شهدت دمشق أمس انفجارين أسفر أحدهما عن مقتل خمسة من عناصر الأمن ووقع الثاني بين القصر العدلي ووزارة الإعلام لكنه لم يسفر عن خسائر بشرية، فيما تواصَلَ قصف القوات الحكومية على مدن وبلدات متفرقة، وسار آلاف في تظاهرة أطلق عليها الناشطون اسم «حمص المحاصرة تناديكم». وأعلن التلفزيون السوري صباح أمس انفجار دراجة نارية مفخخة قرب جامع الركنية في حي ركن الدين في دمشق لدى خروج مصلين، ما أسفر عن مقتل خمسة عناصر من قوات حفظ النظام وجرح آخرين. وأظهرت صور بثتها قناة «الإخبارية السورية» الدمار الكبير الذي خلفه الانفجار في عدد من البنايات المجاورة له والواقعة، وفق التلفزيون، قرب ساحة شمدين في حي ركن الدين. وبينت الصور عدداً كبيراً من حجارة القرميد المتناثرة كستها بقع دماء امتدت على مسافة واسعة من أحد الارصفة، كما بدا في الصور هيكل البناء الذي كانت تكسوه هذه الحجارة وقد تحطم. وتضررت واجهة مستوصف تابع لنقابة العمال وتحطم عدد من السيارات المركونة إلى جانب الهيكل المحترق للدراجة النارية المفخخة. وقال التلفزيون ان القوات السورية تابعت «مجموعات ارهابية اطلقت قذائف باتجاه مخيم اليرموك في دمشق ما ادى الى استشهاد عدد من المدنيين وجرح آخرين». وأضاف أن «الإرهابيين اطلقوا النار على سيارات الاسعاف التي حاولت نجدة المصابين». وبعد ساعات، بث التلفزيون الرسمي خبر انفجار سيارة قرب القصر العدلي في العاصمة. وأكد وقوع «تفجير إرهابي بسيارة بين القصر العدلي ووزارة الاعلام في المزة». واوضح أن التفجير «الإرهابي» أسفر عن أضرار مادية بالسيارات الموجودة في المكان. وبثت القناة الاخبارية من جهتها صوراً لعشرات السيارات المتضررة جراء التفجير. وظهر في الصور عدد من رجال الاطفاء وهم يقومون بإخماد الحريق في عدد من السيارات المشتعلة المركونة على امتداد الطريق السريع وسط المزة. كما بدا في الصور عدد من السيارات المحطمة التي لم ينلها الحريق وقد تجمهر حولها عدد من الاشخاص. وشهدت مناطق أخرى من محافظة دمشق «اشتباكات عنيفة» بين القوات النظامية والمقاتلين المناهضين للنظام، خصوصاً منطقة القزاز في جنوب شرق العاصمة حيث اعتقلت قوات الامن «عشرات الشبان من ابناء المنطقة»، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». واقتحم مئات الجنود ترافقهم آليات عسكرية وحافلات بلدة ببيلا قرب دمشق أمس، بحسب ناشطين. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان «قوات نظامية تضم مئات الجنود وآليات عسكرية ثقيلة وسيارات وحافلات اقتحمت بلدة ببيلا بعد القصف والاشتباكات التي شهدتها البلدة» الخميس، مشيراً الى ان «اعمدة دخان» تتصاعد من البلدة. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن «هذه البلدة، مثلها مثل بلدة يلدا، تقع على أطراف الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في دمشق مثل حي التضامن (جنوب) حيث قتل (أمس) معارض مسلح، وهي منطقة تشهد عمليات عسكرية كبيرة». وفي مناطق أخرى من دمشق، دارت بحسب المرصد «اشتباكات عنيفة» بين القوات النظامية والمقاتلين المناهضين للنظام في منطقة القزاز في جنوب شرق العاصمة، فيما اعتقلت قوات الامن «عشرات الشبان من ابناء المنطقة». وسمعت أصوات إطلاق رصاص كثيف في حي التضامن في جنوبدمشق ومخيم اليرموك، اكبر المخيمات الفلسطينية في سورية. وسمعت من وسط العاصمة اصوات قصف على هاتين المنطقتين. ويشهد مخيم اليرموك للاجئين والمناطق المحيطة به اطول قتال في العاصمة السورية منذ ان شنت القوات الموالية للأسد هجوماً مضاداً لطرد قوات المعارضة من المدينة قبل نحو شهرين. وقال سكان في المخيم إنه عزل خلال الاسبوعين الماضيين عن الاحياء المجاورة وانهم يسمعون اصوات اشتباكات متكررة. وأشاروا إلى أن الجيش ربما كثف هجومه على المنطقة ظناً منه أن مقاتلي المعارضة الذين كانوا يختبئون في ضاحيتي التضامن والحجر الاسود القريبتين يتسللون إلى اليرموك الذي تشتبه السلطات في أن سكانه الفلسطينيين ينحازون إلى جانب المعارضة المسلحة. وأظهرت لقطات صورها هواة ونشرت على موقع للإعلام الاجتماعي على الانترنت أمس، ما يعتقد انه دخان يتصاعد من بنايات في حي التضامن في جنوبدمشق قرب مخيم اليرموك. وأظهرت لقطات اخرى ما يعتقد انه دخان يتصاعد من شارع فلسطين في حي التضامن بعد قصف. وفي الوقت نفسه اظهرت لقطات اخرى ما يعتقد انه غبار كثيف في حي التضامن. وأعلنت وكالة الانباء الرسمية «سانا» من جهتها، ان «وحدة من قواتنا المسلحة تتابع مجموعات ارهابية اطلقت قذائف باتجاه مخيم اليرموك ما أدى الى استشهاد عدد من المدنيين وجرح آخرين، كما اطلق الارهابيون النار على سيارات الاسعاف». وذكر المرصد ان «ثلاثة مقاتلين» معارضين قتلوا في منطقة دوما في ريف دمشق، بينما عثر على جثامين 16 شخصاً في حرستا ودير العصافير، واصيب ثمانية اشخاص بجروح اثر قصف تعرضت له مدينة الزبداني. وفي اعمال عنف اخرى، قتل طفلان خلال قصف تعرض له مبنى في مدينة البوكمال في محافظة دير الزور، كما قتل معارضان مسلحان اثر سقوط قذيفة هاون على مكان تواجدهما في مدينة دير الزور، بحسب المرصد. وتعرضت مدن وبلدات معرة النعمان وتفتناز والبارة والطلحية في ادلب (شمال غرب) إلى «قصف عنيف» من قبل القوات النظامية أدى، وفقاً للمرصد، إلى سقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل، بينما قتل معارض مسلح في اشتباكات في اريحا. وقتل جندي منشق في اشتباكات في حلب (شمال)، بينما تعرضت أحياء في حمص وريفها إلى «قصف عنيف» من قبل القوات النظامية أدى إلى سقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل وتزامن مع «اشتباكات عنيفة» في أحياء حمص القديمة. وسقط في أعمال العنف في أنحاء سورية أمس 14 قتيلاً هم ستة مدنيين وثمانية مقاتلين مناهضين للنظام، وفقاً لأرقام المرصد حتى ظهر أمس، وذلك غداة مقتل 153 شخصاً هم 83 مدنياً و24 مقاتلاً معارضا و46 جندياً.