"أسامة" طفل في العاشرة من العمر، عاد إلى منزله حاملا كتبه الدراسية الجديدة في حقيبته يوم السبت الماضي أول أيام العام الدراسي الجديد، ليفاجأ بسياط والده تصوب في ظهره الواحد تلو الآخر حتى سقط على الأرض مغشيا عليه من شدة الألم، لينقله الأب بنفسه إلى قسم الطوارئ بمستشفى شرورة العام. حالة عنف أسري جديدة تشهدها المحافظة بعد أسابيع من قتل أحد الآباء ابنه بحجة تأديبه في التفاصيل التي انفردت "الوطن" بنشرها أمس. وأوضح الناطق الإعلامي لشرطة نجران الرائد عبدالرحمن الشمراني في تصريح خاص إلى "الوطن" أمس أنه في تمام الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر السبت الماضي أبلغت إدارة مستشفى شرورة العام شرطة المحافظة بوصول طفل يبلغ من العمر 10 سنوات ظهرت عليه علامات العنف ويعاني من إصابات متفرقة في أجزاء من جسده، وعلى الفور انتقل المحققون إلى الموقع. وباستدعاء والد الطفل البالغ (38عاما )- (تحتفظ الصحيفة باسمه) - اعترف أنه هو من قام بضرب ابنه وأحدث تلك الإصابات، بحجة أن ابنه يعاني من مس شيطاني، وأنه أقدم على ضربه لغرض إخراج ذلك المس، على حد ادعائه. وأضاف الشمراني "تم التحفظ على والد الطفل، وأدخل الطفل قسم التنويم في المستشفى لتلقي العلاجات اللازمة وإشعار هيئة التحقيق والادعاء العام لإكمال اللازم حسب الاختصاص". من جهته، أوضح مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة نجران الصيدلي صالح بن سعد المؤنس أن الطفل وصل إلى مستشفى شرورة العام وهو يعاني من وجود كدمات قوية في الظهر والبطن، وعلى الفور أدخل التنويم في قسم الأطفال وأجريت له الفحوصات وخضع للعلاج اللازم وتوجيه لجنة العنف الأسري بالمستشفى المكونة من عدة أطباء بمتابعة الحالة والتنسيق مع الخدمة الاجتماعية أولا بأول في هذه القضية. إلى ذلك، أكد مدير مركز التأهيل الشامل رئيس لجنة الحماية الأسرية بالمنطقة عبدالله البارقي أنه شكل فريقا كاملا من اختصاصي واختصاصية ومرافقة وسائق للتوجه إلى محافظة شرورة يوم السبت المقبل بغرض بحث هذه الحالة اجتماعيا وعمل دراسة كاملة عنها والعمل على حلها. وعلمت "الوطن" أن والد الطفل كان قبل الحادثة بيوم قد نقله إلى أحد المشايخ بحجة أنه كان يكلم ابنه ولا يجيبه معتقدا أنه يعاني حالة من المس، لكن نفس المقرئ اقترح على الأب الذي راجعه اليوم الثاني بعد ضربه لابنه أن يتوجه بالطفل إلى المستشفى كونه لم يلاحظ على الطفل ما يستدعي العلاج من المس.