مازال المواطن عبدالله الحربي يبحث عن عروس المستقبل ذات المواصفات الخيالية، التي وصفتها والدته بما يشبه الطرفة ب"السلعة غير المتوفرة بالأسواق"، وأضافت أنها "العروس التفصيل"، ورغم تجاوز ابنها الثلاثين من عمره إلا أنه لم يحظ إلى الآن بعروس أحلامه حقيقة على أرض الواقع. وتصف أم عبدالله شروط ابنها لهذه العروس بأن تكون "جميلة جمال الممثلات، وأن تكون ذات خصر ممشوق وعينين زرقاوين، والأهم من ذلك أن تكون موظفة، ومثقفة، وذكية، وذات خلق ودين". ومن جانبها، تستهجن مها البلوي شروط الشباب التعجيزية في زوجة المستقبل، واشتراطهم لزوجة موديل 2012، وتقول "نحن لسنا سلعا من تصنيع شركة معينة تختار منها ما يناسبك، أنا لست ضد أن يضع الشاب شروطا، ولكن يجب أن تكون في حدود المعقول كأن تكون جميلة مثلا أو طويلة أو بيضاء البشرة، لكن ما أرفضه أنا اشتراط لكل جزء في جسدها صفة معينة"، وتضيف "نحن أيضا نريد أن نتزوج ولكن بشروطنا". ويعبر فيصل المطيويع عن رأيه في تلك الشروط المبالغ فيها التي يضعها بعض الشباب في زوجة المستقبل قائلا "أنا أرفض هذا المبدأ فقد أختار مواصفات لسيارتي أو ثوبي أو حتى هاتفي، لكن أن أضع مواصفات لإنسانة من لحم ودم فهذا أمر معيب، فهي إنسانة لها أفكار وأخلاق وطموحات قبل أن تكون مجرد جسد أختار مواصفاتي له". وتسرد الخطابة أم أصيل طريقتها في التعامل مع الباحثين عن الزواج وتقول "أستقبل اتصال راغبي الزواج وأتعرف على المواصفات والشروط التي يرغبونها، وتؤكد أن طلبات الزواج تأتي من الرجال والنساء على حد سواء". وبسؤالها عن الشروط الغريبة التي تواجهها قالت: كثيرا ما تواجهني شروط أعتبرها تعجيزية ومن ضمنها: أنه طلب مني شاب أن يتزوج من مسنة شريطة أن تكون موظفة ولديها أطفال وعلى قدر عال من الجمال وليس لديها عائل يعولها". وتقول أستاذة علم النفس حسنة الشمراني أن التوازن مطلوب في كل شيء، أما المبالغة في تحديد المواصفات ووضع الشروط فهذا من الجهل والسطحية في التفكير ومن آثار الإعلام الساقط على بعض العقول المحدودة. وأضافت أن البحث عن فتاة جميلة حق مشروع للشباب، فالجمال مطلب ضروري في طلب النكاح لقول الرسول عليه السلام (تنكح المرأة لجمالها ...)، لكن لا تكون الشروط الجمالية مبالغا بها من الطرفين، بحيث يضع بعض الشباب شروطا مبالغا فيها وكأنه يبحث عن حورية من حوريات الجنة ليتزوج بها". وتضيف الشمراني: يتناسى بعض الشباب أن الفتيات أيضا يرغبن في البحث عن الجمال في زوج المستقبل، وكثير من هؤلاء يضيع الكثير من عمره بحثا عن المثالية والكمال". وحول تأثير تلك الشروط على الفتاة، تقول "قد تكون لتلك الشروط التعجيزية الجمالية دور في لجوء الفتيات للجمال الصناعي لتحظى بإعجاب من يتقدم لخطبتها". وتنصح الشمراني الطرفين بأهمية أن تُبنى الحياة الزوجية على أسس متينة بعيداً عن المواصفات الشكلية الخارجية فالجوهر أهم وأبقى وأقدر على مواجهة صعوبات الحياة.