أُستخدمت علاقة الرجل بالمرأة في إطار الزواج كميدان لخلق الحروب، كل يستخدمها لمآربه، إما للتحريض، إما لكسب المشاهدات، والبعض يخلقها للشهرة وفتح باب الجدل والقيل والقال، خصوصًا بعد سطوع نجم بعض البرامج والتطبيقات. مؤخرًا لاحظنا بعض التصريحات العجيبة من بعض الأشخاص ممن أعادوا لهذه الأفكار لمعتها، فعادت للواجهة معضلة التعدد، وطاعة المرأة لزوجها وكونها خادمة للزوج ولبيته، ونحن كمتلقين بدأنا نشعر بالغثيان من هذه الأطروحات التي تعد في النهاية خيارات وحريات الشخصية. المناداة بالتعدد - على سبيل المثال - لا يمكن أن تكون كفعل، نهجًا لكل المتزوجين الجدد، ولا حتى المحاربين القدامى، مما يجعل هذا النداء المتكرر بلا معنى، وسبق أن نظّر فيه المجتمع (ترليون) مرة! ثم ماذا بعد؟!. كذلك طاعة الزوجة، وخدمتها في بيت زوجها، وهذا ما يجعلنا نطالب المشاهير (اللي عالقد) بطرح موضوعات مثيرة للجدل ولكن غير مكررة، نرجوهم فعل ذلك، ولكن بعيدًا عن ضرب علاقة الرجل بالمرأة. لقد مللنا من تمحاولة تشويه هذه العلاقة بكل الطرق الممكنة، خصوصًا وأننا نرى تبعات هذه الترهات، تفضي وبأرقام حقيقية لارتفاع واضح في معدلات الطلاق. لسنا في حاجة لخلق صراعات داخل المجتمع، باستخدام أفكار ترتكز على الدين، استخدام الدين لخلق الفتنة، فسق صريح وواضح. ولم يفتنا بهذا الصدد أن ننتبه إلى أنه وعلى مدار سنوات طويلة، والإعلام يصعد الصراع بين الجنسين تحت مظلة دينية في مرات كثيرة، ولا نعرف إن كان هذا مقصودًا من بعض الفئات أم أنها من قبيل المصادفة البحتة! ثم إن المصيبة العظمى على الجانب الآخر، هو أن أولئك الذين يتطرقون لمثل هذه الأطروحات هم ممن يقال عنهم (جيل الطيبين) وليسوا من الشباب الصاعد الذي وعلى ما يبدو بدأ في النفور من تلك الموضوعات الممجوجة، وبناء عليه لا نستطيع لوم ذلك الطبيب الذي قامت دنياه ولم تقعد، عندما قال ما معناه (الله لا يعيد جيل الطيبين). وأنا في غمرة أفكاري هذه بينما تتداعى الواحدة تلو الأخرى، وددت - مثل غيري- لو تسن قوانين تُجرم مثل هذه الأفعال التي من شأنها أن تفسد على البيوت استقرارها، والتي يصح لنا أن نسميها تحريضا من تحت الطاولة، لما لها من تأثير مسموم، ولا يستهان به على المدى البعيد.. نحن كمجتمع إسلامي متفتح نريد السلام أولًا، نريد من يذيب الجليد بين الجنسين، من يردم الهوة، من يصعد في كل منبر إعلامي ليرطب تلك العلاقة التي جففتها فعال السنين الماضية وتياراتها.. نريد من يعيد الثقة بين الجنسين لنصابها ولعهدها الأول، ولسنا بحاجة لمعول جديد يحطم ما يمكن إنقاذه.. لسنا بحاجة لمتحدثين جدد همهم جمع المشاهدات على حساب البيوت العامرة.