شكّل «بروشور» يحوي إعلاناً عن دورة تدريبية تقام لمدة تسع ساعات مقسمة على ثلاثة أيام جدلاً خجولاً في مواقع التواصل الاعلامي، خصوصاً وأن هذه الدورة موجهة لجمهور محدد من الجنسين حول «تعدد الزوجات»، وتستهدف جميع فئات المجتمع المعددين والراغبين في التعدد، والنساء عامة وزوجات الرجال المعددين والتربويين الاجتماعيين والمستشارين النفسيين والحقوقيين والقضاة، بعنوان جانبي «تعدد الزوجات.. تأهيل وتعليم أصوله وآدابه وأخلاقه»، مما قد يثير التساؤل أكثر حول «استراتيجية التعدد التي تهدف الدورة التدريبية إلى كشفها للمتزوجين الراغبين في التعدد». كشف مدرب الدورة الدكتور محمد سعيد آل تركي ل«الحياة» أن هدفه من خلال هذه الدورة ليس التحريض على التعدد، وإنما هي للمعدد الراغب في التعدد وذلك لتعليمه آداب وحقوق التعدد، خصوصاً مع فهم نفسية الرجل الذي يعتبر التعدد لديه فطرة سواء كان تعدد النساء أو تعدد الزوجات، والفرق بينهما أن تعدد النساء هو العلاقات التي لا تبنى على علاقة شرعية واضحة، بعكس الزواج الذي شرعه الإسلام وأباح من خلاله التعدد. ووضح آل تركي: «أن للتعدد آداباً كثيرة يغفل عنها الكثيرون من المعددين، وقد تكون الدورة توعوية أكثر لجانب السيدات، ويكون لها الدور الأكبر في منع التعدد، وذلك لتدارك المرأة ربما لأخطاء كانت تقع فيها تؤدي بزوجها لطريق التعدد، وتصبح أكثر حرصاً على بيتها وزوجها وحياتها الزوجية بالالتفات لأخطائها وإصلاح حياتها أكثر». وتناقش الدورة نحو سبعة محاور منها متى يكون الرجل مؤهلاً للزواج بأخرى، ومن هم الرجال الذين يحق لهم التعدد أدبياً وأخلاقياً وسلوكياً، والأدبيات التي تدفع الرجل إلى الزواج، وما هو موجه منها للمرأة في كيف يجب أن تتعامل المرأة مع مسألة التعدد ومحاور متعدد تختص بوضع المرأة، ويختتم هذه المحاور بالنصائح والتوجيهات برسوم 1000 ريال لمدة ثلاثة أيام، وبين المدرب أن الدورة ثرية بمعلومات تربوية وثقافية واجتماعية وورش عمل منتجة وحلول لمشكلات اجتماعية منتشرة في ما يخص الزواج والتعدد والمعددين، موضحاً أن التعدد هو أمر فطري وشائع، وهنا أصبح تعلم أدبياته وأصوله أمر ضروري. ولم تكن هذه الدورة هي الأولى من نوعها، إذ أقام الدكتور دورات عدة سابقة حيال هذا الموضوع، ولكن الحضور كان من الرجال فقط، ولكنه استبشر خيراً كون هذه الدورة تقدم إليها الكثير من السيدات، إذ لم تكن هذه الدعوات والمحاضرات هي الأولى من نوعها، فقد أوجدت في السعودية ما يعرف ب«جمعية التعدد» غير الرسمية هدفها تشجيع الرجال على التعدد وحث النساء على القبول به، والتوفيق بين الراغبين والراغبات فيه لحل مشكلة العنوسة والأرامل والمطلقات، وتقدم الجمعية قاعدة بيانات بالعمر والمواصفات للأرملة والمطلقة والعانس لراغبي الزواج منهن، ويتم التوفيق على أسس، ولمن يرغب بها في مدينته أو محاولة تنفيذ أي شروط أخرى.