تجدّدت الاشتباكات وعمليات القنص أمس، لليوم الثاني على التوالي بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة في طرابلس شمال لبنان وتوسعت دائرة إطلاق النار إلى مختلف مناطق التماس، حيث سمعت أصوات أعيرة نارية من أسلحة متوسطة وثقيلة لا سيما الصاروخية منها في محيط محاور القبة، الريفا، المنكوبين وجبل محسن، وقامت عناصر الجيش اللبناني بالرد على مصادر النيران وسيرت دوريات مؤللة ونفذت انتشارا واسعا عند خطوط التماس، ولم ينسحب الجيش اللبناني من طرابلس كما أشيع، وذلك بعد تعرض آلياته إلى إطلاق نار، وهو عاود تموضعه في شارع سورية في محاولة لضبط الوضع. وأسفرت الاشتباكات حتى الظهر عن وقوع قتيلين إضافة إلى 36 جريحا، بينهم 9 عسكريين. على صعيد آخر، استنكر الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان، أمس عمليات خطف رعايا سوريين وأتراك في لبنان بهدف مبادلتهم بمحتجزين لدى المعارضة في سورية. وذكر بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية أن سليمان "استنكر خطف رعايا سوريين وأتراك من قبل جهات لبنانية بقصد المبادلة وهو عمل لا يساعد في حل القضية بل يزيدها تعقيداً ويعرقل الجهود الرسمية المبذولة لإطلاقهم فضلاً عن أنه يسيء إلى سمعة لبنان وصورته". وطالب السلطات الأمنية ب"التحرك والعمل على تحرير المخطوفين ومن المجلس الوطني للإعلام القيام بواجبه في ضبط الفلتان على الصعيد الإعلامي". واحتجزت عشيرة المقداد رجل أعمال يحمل الجنسية التركية وحوالي 20 سوريا للضغط على خاطفي ابنها من أجل إطلاق سراحه. واحتجزت مجموعة لبنانية أخرى سائق شاحنة يحمل الجنسية التركية للضغط على السلطات التركية لممارسة نفوذها على الخاطفين السوريين من أجل إطلاق المحتجزين اللبنانيين في سورية. من جانبه، وفي إشارة إلى اشتباكات طرابلس، رأى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن أطرافاً خارجية، لم يسمها، تعمل على توريط لبنان في الصراع الذي يجري حوله. وقال في بيان إنه "طالما حذرنا من ضرورة عدم الانزلاق في النيران المشتعلة حول لبنان ولكن من الواضح أن هناك أطرافا عديدة ترغب في توريط لبنان في هذا الصراع".