تتعدد مظاهر الاحتفال بالعيد في محافظة القنفذة، وتبدأ بعد الصلاة مباشرة، وتستمر طيلة أيام العيد، ولكن الأهم هو الإفطار الجماعي، الذي يجمع مختلف الأعمار، وعادة ما يحرص الأهالي على أن يكون هذا الإفطار لدى أحد المتزوجين حديثا، أوالساكنين في بيت جديد، ليكون ذلك وسيلة لدعمه وتهنئته ومعايدته. وتبدأ مظاهر الفرحة بتجمع أفراد العائلة في أحد بيوت أقاربهم من كبار السن، والالتقاء، والمعايدة، ومن ثم زيارة الأقارب، وتحديد أحد البيوت للتجمع لتناول الإفطار الجماعي فيه، وعادة ما يكون صاحبه حديث عهد بالزواج، أومنتقل حديثا لبيت جديد، وذلك لتهنئته ومعايدته، وتناول الإفطار الذي يشترك فيه جميع الأهالي، ويعدونه مسبقا في منازلهم في جو يسوده الفرح وتغمره المودة. ويشير عطية علي اليعقوبي، إلى أن "مظاهر الفرح في العيد بالقرى متنوعة، ومبسطة، ومتقاربة، وهي تبدأ بعد صلاة العيد مباشرة، وعادة ما تكون الصلاة بمصلى مكشوف وكبير يستوعب أعدادا كبيرة من المصلين، وبعد الصلاة ينتظر المصلون بالمصلى، أو خارجه لفترة يترقبون أقاربهم وأصدقاءهم، الذين أبعدتهم أعمالهم ومشاغل الحياة عنهم، ويهنئونهم ويتبادلون معهم الحديث، ونتوجه فيما بعد لمنازلنا، ونعايد أسرنا، وأقاربنا خاصة كبار السن، ونجتمع هناك كبارا وصغارا، فيقدم للجميع القهوة والتمر، والحلويات، ومن ثم نحدد أحد البيوت لنجتمع فيها ونتناول الإفطار الجماعي، وعادة ما يكون صاحب البيت من المتزوجين الجدد، أو ممن انتقل حديثا لبيت جديد، وذلك لمعايدته". ويقول حسن الزيلعي، أن "الإفطار الجماعي الذي عادة ما يغني عن الغداء يمتاز ببساطته، وخلوه من التكلف، فالغرض منه الالتقاء، والاجتماع، وأكثر البيوت تفضل الإفطار الشعبي، الذي يجد قبولا لدى أبنائهم، ويتضمن الخمير المصنوع من الخبز الأحمر، مع السمك، أو اللحم، والعصيد، أو الأرز مع السمك المجفف "الكسيف"، وغيرها من الأكلات. وأشار إلى أن المعايدين من كبار السن والشباب والأطفال يجتمعون حول هذه الموائد، ويتنقلون بين هذه الأصناف للتنويع، ومشاركة أحبتهم وجباتهم، واستعادة ذكريات الماضي الجميل، خاصة كبار السن الذين ينقلون للأجيال تجاربهم.