يتعرض الإنسان لكثير من المواقف اليومية بل واللحظية، وتختلف ردات الفعل تجاه هذه المواقف «الحدث»، باختلاف تفسيرات البشر لها؛ وهذا يتوقف على البناء المعرفي والثقافي الجيد أو العقيم، وبناء على ذلك تكون النتيجة سلباً أو إيجاباً. ولتوضيح الصورة أكثر نعرض أنموذجين من الناس وليكونا (ع)، (ق)، سارا كلٌ بسيارته في الطريق نفسها، وكانت الطريق مزدحمة، وضجيج السيارات يصم الآذان، والعوادم تخنق الأنفاس، وهذا الحدث لا خيار لهما فيه. (ع) تعامل مع الحدث بعقلانية ورأى أن هذا الازدحام فيه خير، وسيمنحه فرصة سماع درس في التفسير للشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - كان قد استمع له ولم يكمله بسبب انشغاله؛ أي أن النتيجة إيجابية تجاه هذا الحدث «الازدحام الشديد». بينما الأنموذج (ق) جعل فكرة الازدحام مسيطرة على فكره طوال سيره في الطريق؛ مما زاد توتره فبدأ يطلق لسانه على سائقي السيارات، فأدى هذا التصرف غير العقلاني إلى الاشتباك بالأيدي، ولولا لطف الله، وتدخل أحد العقلاء وفض النزاع؛ لحصل ما لا تحمد عواقبه. هذا الموقف يجسد نظرية مشهورة في علم النفس للعالم ألبرت إليس اسمها نظرية ABC، حيث A تعني الحدث، وB تعني ردة الفعل، وC تعني النتيجة. فالحدث A ليس له ذنب في النتيجة «C» أو السلوك الناتج عن الحدث؛ إنما المسؤول الحقيقي هو B وهي الأفكار التي تتعامل مع الحدث؛ فإن كانت إيجابية كانت النتيجة بلا أدنى شك إيجابية، وإن كانت أفكاراً سلبية فالنتيجة ستكون لا محالة سلبية، وبناءً على ذلك نقول إن المتهم البريء هو A فالحدث لاعلاقة له بالنتيجة C. فلنكن إيجابيين مع المواقف والأحداث التي نتعرض لها،لنضمن نتيجة إيجابية تسهم في بناء السعادة بمشيئة الله.