هاجم متشددون مهرجان الأقصى الثقافي بتونس، وأصابوا ثلاثة أشخاص، في الهجوم الثالث للسلفيين خلال يومين على مهرجان ثقافي ينظم بتونس بعد الاعتداء على مسرحية للممثل لطفي العبدلي وإيقاف عرضها في مدينة منزل بورقيبة بمحافظة بنزرت ليلتي الاثنين والثلاثاء الماضيتين، وإيقاف عرض آخر لفرقة إيرانية بمحافظة القيروان ليلتي الأربعاء والخميس. وذكرت وكالات الأنباء أن مجموعة محسوبة على التيار السلفي المتشدد في تونس هاجمت "مهرجان الأقصى" الذي نظمته الرابطة التونسية للتسامح بمدينة بنزرت أقصى شمال البلاد (60 كيلومترا شمال العاصمة)، مستخدمة الهراوات والسيوف. وهاجمت عناصر سلفية الحاضرين مخلفة ثلاثة مصابين تم نقلهم إلى المستشفى، وصرح رئيس الرابطة التونسية خالد بوجمة أن العضو في الرابطة منجي الطياشي أصيب في رأسه واستوجب إسعافه ب16 غرزة، كما أصيبت امرأة بضربات في رأسها، بحسب راديو موزاييك. ونجح سمير القنطار الذي كان ضيف شرف في هذا المهرجان بدار الشباب ببنزرت في مغادرة المكان من الباب الخلفي، فيما تدخلت قوات الشرطة في وقت لاحق لتفريق المهاجمين باستعمال الغاز المسيل للدموع. وسمير القنطار، الذي يزور تونس لأول مرة، هو عميد الأسرى اللبنانيين حيث قضى نحو 30 عاما في سجون إسرائيل وأطلق سراحه في صفقة تبادل للأسرى مع جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية في 16 يوليو2008. ومنذ الإطاحة بالديكتاتور زين العابدين بن علي في يناير عام 2011 وتشن مثل تلك الجماعات مظاهرات منتظمة -وغالبا ما تكون عنيفة- وذلك بشأن المظاهر الإسلامية التي يعتبرونها إساءة للإسلام. وأدان حزب النهضة الإسلامي الحاكم الذي ينتهج شكلا معتدلا من الإسلام كافة أعمال العنف.