أعلنت وزارة الداخلية التونسية في بيان أمس اعتقال 4 من جملة 200 سلفي هاجموا مساء أول من أمس بالسيوف والهراوات والحجارة مهرجاناً ثقافياً في مدينة بنزرت (شمال) ما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص بجروح بينهم ضابط أمن. وقالت الوزارة في البيان: «عمد مساء (أول من) أمس أمام دار الشباب في مدينة بنزرت حوالى 200 شخص من المنتسبين إلى التيار السلفي إلى استعمال العنف لمنع تظاهرة نظمتها بعض الجمعيات لمناسبة يوم القدس العالمي وذلك على خلفية رفضهم لمشاركة بعض الضيوف العرب في هذه التظاهرة»، في إشارة إلى الأسير اللبناني السابق في إسرائيل سمير القنطار المعروف باسم «عميد الأسرى اللبنانيين» الذي أدلى بتصريحات لوسائل إعلام تونسية أعرب فيها عن تأييده لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأضافت أن الشرطة «فرقت المعتدين باستعمال الغاز المسيل للدموع» وأن «الاعتداء (السلفي) خلف إصابتين بالجبين لدى اثنين من المنظمين، إضافة إلى إصابة ضابط أمن على مستوى الكتف». وتابعت: «تم سماع المتضررين والتعرف الى هوية المعتدين وإيقاف أربعة منهم، والبحث جارٍ للقبض على بقية المتورطين». ووصل القنطار إلى تونس الاثنين الماضي بدعوة من «الرابطة التونسية للتسامح» التي نظمت يومي الاربعاء والخميس الدورة الثانية من «مهرجان الأقصى» في مدينة بنزرت. وقال مسؤول في مكتب «الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان» في بنزرت إن السلفيين اقتحموا دار الشباب التي كانت تستضيف المهرجان واعتدوا على الحاضرين «بالهراوات والسيوف والحجارة والعنف اللفظي» وأنه تم تهريب القنطار من الباب الخلفي لدار الشباب من دون أن يصاب بأي مكروه. وقال رئيس «الرابطة التونسية للتسامح» المنظمة للمهرجان صلاح الدين المصري إن الهجوم «جاء للاحتجاج على حضور القنطار في المهرجان بسبب رفضهم لتصريحاته الأخيرة في شأن موقفه من سورية» التي قال فيها ان الانتفاضة الشعبية هناك تهدف إلى «بسط الهيمنة الأميركية - الإسرائيلية في المنطقة». وكانت مجموعات سلفية منعت قبل يومين أيضاً إقامة حفل لمجموعة إيرانية في مهرجان «الموسيقى الصوفية» في القيروان بدعوى أنها شيعية، إضافة إلى منع عرض مسرحي للممثل التونسي لطفي العبدلي بحجة «إساءته للإسلام». وتثير هذه التصرفات سخط فئات واسعة من التونسيين اضافة الى المعارضة العلمانية التي تتهم الحكومة الإسلامية بالتساهل في ردع هذه المجموعات التي تهدد النمط الحداثي للمجتمع.