يقضي الميكانيكيون النهار وجزءا من الليل داخل الورش لإصلاح أعطال المركبات، طلبا للرزق، يحاول كل واحد منهم إتقان عمله في إصلاح مشكلات السيارات سواء أكانت كهربائية أو ميكانيكية، ويمضي عليهم الوقت سريعا بسبب انهماكهم في عملهم منذ الصباح الباكر حتى صلاة العشاء، دون تذمر أو كسل، لا لشيء إلا ليكسبوا الزبائن. محمد الجاوة «كهربائي» شبه العمل في الصناعية بالنسبة له، بالزاد والماء للإنسان، فقال «تعودت العمل في الورشة بشكل يومي منذ أعوام طويلة». وأضاف «نكسب دخلا مقنعا من جراء عملنا في الورشة، خصوصا في الأيام التي توافق صرف رواتب الموظفين التي يكثر فيها دخلنا»، مبينا أن تكلفة برمجة مفتاح التشغيل لأية سيارة في وكالات السيارات مرتفعة، تصل في بعض المفاتيح إلى ثلاثة آلاف ريال، بينما تكلف في معظم الورش الصناعية 800 ريال فقط. أما محمد رفيق فقد عمل ولا زال ميكانيكيا في المملكة منذ أكثر من 20 عاما، اكتسب خلالها الخبرة والمعرفة، وأصبح يقصده الكثير من الزبائن، وقال «يبلغ صافي الدخل بالنسبة لي شهريا قرابة 2500 ريال، أبعث منها 1500 ريال لأسرتي في الهند، وهو مبلغ يكفيها إلى نهاية الشهر التالي»، مشيرا إلى أن عمله شاق يتطلب صبرا وجهدا كبيرين. وأكد رفيق بأن جلب الزبائن الدائمين لورشته، يعتمد على زيارة الزبون الأولى، ليحكم بعدها على كفاءته الميكانيكية من عدمها. فارس اليافعي (سمكري) قدم إلى المملكة منذ عامين ليعمل في ورشة عله يستطيع أن يعاون شقيقه الذي يعمل في بلده سائق أجرة ويعول عشرة أشخاص، وقال «باتت المسؤولية ثقيلة على أخي الأكبر فقدمت إلى هنا للعمل لمساعدته في توفير مستلزمات الأسرة». وفي نفس السياق، أرجع عبد الله بن زيد، سبب قدومه إلى المملكة للعمل في مهنة مارسها منذ الصغر في بلده، لمساعدة أسرته، مضيفا أنّه لا يشعر بالغربة في المملكة لقربها من بلده الذي يزوره بين الحين والآخر.