يقوم الكتاب أثناء صناعة مقالة، بكتابة عدد من الكلمات، التي تشكل جملة مفيدة، بحيث تحتوي كل جملة على معلومة محددة، وبصناعة عدد من الجمل تكون المحصلة النهائية مقالة كاملة، حيث إن ترتيب جمل تلك المقالة بسرد قصصي مناسب، يمكن الكاتب من إيصال موضوعه للقارئ، والذي يعتمد في كثير من حالاته على قدرة الكاتب على ترتيب الأفكار في تلك الجمل، وهذا ما يميز كاتبا عن الآخر. ترتيب الجمل بناء على معايير فنية لا يقتصر على كتابة المقالات، بل يشمل تأليف الكتب ونشر الأبحاث العلمية، كما يشمل أيضاً مجالات أخرى ككتابة الواجبات المنزلية للطلاب، وكتابة وصفات الطهي، وعمليات التلخيص، وغيرها، كل ذلك يعتمد على إمكانات المؤلف أو الكاتب على سرد أفكاره بشكل سلس، يسهل على القارئ متابعة مادته المطروحة. أهمية ترتيب الجمل أثناء الكتابة، دعت عددا من الباحثين لدراسة إمكانية تصميم أنظمة، تسهل على الكتاب التأكد من سلاسة الأفكار المطروحة، وتفحص مدى ترابط العناصر المذكورة في النص، ولذا قام البروفيسور آلان بلاك (Alan Black) مع عدد من طلابه للدراسات العليا، بجامعة كارنقي ميلون (Carnegie Mellon University) الأمريكية، بتطوير خوارزمية، تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكنها الكشف عن الترتيب الأفضل للجمل الواردة في مقالة ما. غير أن خوارزميات ترتيب الجمل ليست ابتكارا جديدا، بل هو موضوع بحث منذ عدد من السنوات، وقد نشرت حوله عدد من الدراسات التي تحاول ابتكار طرق آلية لترتيب جمل نص ما، بشكل أمثل، والتي تطورت لتستخدم عددا من التقنيات المبتكرة بل والمعقدة في بعض الحالات. ولكن ما يميز خوارزمية فريق البروفيسور آلان، هو أنها تعتمد على تدريب خوارزمية على معرفة ترابط كل جملة مع بقية الجمل الأخرى في النص، ومن ثم يقوم النظام بترتيب تلك الجمل بناء على أقوى العلاقات بينها، وللقيام بعملية الترتيب مع الأخذ في عين الاعتبار جميع العلاقات، قام الباحثون باستخدام خوارزمية أخرى في غاية البساطة، يطلق عليها خوارزمية البحث الشجري، وذلك للمرور على جميع الجمل في المقال والتأكد من مقدرات العلاقات بينها، وهذه الفكرة على الرغم من بساطتها فإنها حققت نتائج منافسة مقارنة بالأنظمة الأخرى في مجال الترتيب الآلي للجمل.