لا يفرق المرض بين رمضان وغيره من الشهور، فيدهم البعض في أي وقت وقد يجبرهم على المكوث أياما على الأسرة البيضاء، فيفوت عليهم فرحة الصيام مع أهلهم وذويهم، فضلا عن معايشتهم لأجواء الشهر الفضيل بشكل آخر. سالم عبدالله "يمني مقيم" يقول في بداية شهر رمضان أصبت بتعب شديد نظرا لعدم انضباط مستوى السكر في الدم ولاسيما أنني مصاب منذ عدة سنوات، مما اضطر الأطباء إلى تنويمي لعدة أيام، ومن ثم العمل على تنظيم جدول معين للجرعات حتى يتم ضبط نسبة السكر. ولفت إلى إن البقاء على السرير الأبيض لعدة أيام بعيدا عن أجواء الأسرة في شهر رمضان الكريم يعد معاناة حقيقية، فالمرض من جهة، والابتعاد عن الأسرة من جهة أخرى. ويؤكد الشاب عبدالله الشهراني أنه لأول مرة يتنوم في المستشفى وتحديدا خلال شهر رمضان المبارك، إلا أن تعرضه لحادث مروري ألزمه السرير الأبيض، وقد يمكث قرابة أسبوعين قادمين، معتبرا أن هناك فرقا كبيرا في قضاء شهر رمضان المبارك أو أيام منه داخل أروقة المستشفى، وبين قضائه مع الأسرة، إذ إن المريض المنوم يفوته فرصة الإفطار بروحانيتها المعهودة مع الأهل، والاجتماعات العائلية وتأدية العمرة، واختلاف برنامجه اليومي. أما المواطن محمد فراج "منوم بمستشفى عسير" فأكد أن المستشفى يفتقد فيه المريض إلى الاجتماعات وتأدية الصلوات جماعة، وتناول طعام المنزل وخاصة وجبة الإفطار، ومع ذلك فالمريض خلال شهر رمضان يحتسب الأجر والمثوبة من الله، على اعتبار أن المرض تخفيف وتمحيص من الذنوب. ويعتبر عائض البشري "مرافق لطفله المنوم" أن وضع المرافق قريب إلى حد ما من المريض، إذ لا يكاد يبرحه، وكثيرا ما يقضي المرافقون وقتهم داخل المستشفى وتحديدا خلال شهر رمضان في قراءة القرآن الكريم، معتبرا أن قضاء وجبة الإفطار في المنزل لا يعدلها شيء، باعتبار أنها تجمع أفراد العائلة على مائدة واحدة، وتحيط بها أجواء روحانية. ويشير مدير العلاقات والإعلام الصحي في المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة عسير سعيد بن عبدالله النقير، إلى أنه يتم تعديل أوقات الزيارات في مستشفيات المنطقة بحلول الشهر الكريم، إذ يتم تمديد أوقات الزيارة خلال الفترة المسائية، ويسمح بدخول الأطفال في أيام محددة فقط من أيام الأسبوع، وذلك بهدف زيادة التواصل بين المرضى وأسرهم، وتخفيف أعباء المرض عنهم قدر المستطاع.