بات النقل البري الخيار الأهم للراغبين في أداء العمرة من سكان العاصمة الرياض خلال شهر رمضان المبارك، بسبب الضغط الكبير الذي تواجهه رحلات الطيران. وخلال شهر رمضان المبارك تزداد أعداد المسافرين على المرفأ البري للنقل الدولي والداخلي، خاصة المتوجهين لمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة الحاملين معهم متاعهم، وذلك عبر الشركات الدولية ومكاتب العمرة. "الوطن" رصدت مغادرة المسافرين لأداء مناسك العمرة في "المطار البري" كما يطلق عليه الأغلبية بحي العزيزية على الدائري الجنوبي بالعاصمة الرياض؛ حيث يحتوي المكان على الكثير من المحلات التجارية والبوفيهات، والاتصالات، وصراف آلي، وسيارات الأجرة بين المدن، وخدمات توصيل لمطار الملك خالد الدولي، وخدمات ليموزين وشحن الأمتعة. ولا يغيب عن المكان خصوصاً أمام المدخل الرئيسي، أصحاب سيارات الأجرة الذين يعرضون على المغادرين خدمات التوصيل والسفر إلى أغلب مدن المملكة، وتتفاوت أسعارهم من مدينة لأخرى ليصل سعر التذكرة إلى مكةالمكرمة 120 ريالا، كما أوضح عبد الله أبو بكر الذي كان برفقته ابنته متوجهاً إلى مكةالمكرمة ليحكي لنا عن تجربته، فيقول "هذه تجربتي الثانية في السفر عبر الحافلة بعد أن غيرت الشركة التي سافرت بها في المرة الأولى"، وقال عبد الله إن تجربته الأولى كانت سيئة للغاية فالحافلة توقفت لعطل فني في آخر الرياض لترسل الشركة حافلة أخرى لم تصل إلا بعد وقت متأخر "وعند نقل المسافرين ومتاعهم تأخرنا كثيراً حتى قبل أن تبدأ الرحلة". وعن سبب خوض التجربة مرة أخرى على الرغم من صعوبتها أول مرة، قال عبد الله إنه مضطر للسفر اليوم وعن طريق السفر برا "يمكننا الذهاب في أي وقت نريده بعكس الطيران والذي يتوجب الحجز أو البقاء في مقاعد الانتظار". أما عثمان عمر الذي كان برفقة والدته متوجهين إلى المدينةالمنورة فقال إنه "اعتاد على السفر عن طريق النقل البري، لأن والدته ترفض السفر بالطائرة ولم يواجه أي مشاكل في سفراته السابقة". وأرجع سلمان الوهيبي رغبته بالسفر عن طريق البر مستغنيا عن النقل الجوي، لتأخر الرحلات في مطار الملك خالد الدولي، وإن وجدت رحلات فهي انتظار -على حد تعبيره- وليست مؤكدة "مما يجعلك تقع في دوامة الانتظار إلى ساعات وأحيانا كثيرة أيام بسبب ضغط الرحلات". وأشار الوهيبي إلى وجود بعض الإشكاليات التي تحتاج لمتابعة من قبل الجهات المختصة في النقل البري من خلال صيانة بعض الحافلات من الخارج والداخل لكي تؤمن للمسافر الراحة خلال رحلته التي تستغرق ساعات طويلة كالرحلات التي تخرج من الرياض ذاهبة إلى جدة، مضيفا أن النظافة تغيب نوعا ما عن شركة النقل البري خلال انتظار الرحلة؛ حيث تنبعث بعض الروائح التي تضايق المسافر، وذلك من خلال عدم الاهتمام بأرضية الموقع وضعف التكييف. واتفق معه أبو محمد وزاد أنه يفضل النقل البري أكثر من النقل الجوي، وذلك من خلال الأسعار والرحلات في وقتها دون تأخير بعكس ما يواجهه في مطار الملك خالد؛ حيث ينتظر إيجاد حجز على مدى أسبوعين، وقد تصل المدة إلى ثلاثة أسابيع دون وجود مقعد شاغر، وهذا الأمر، على حد تعبيره، مزعج ولا يخدم المسافر.