شهد مطار أبها خلال اليومين الماضيين تكدس الكثير من المسافرين الراغبين في العودة إلى مناطقهم بعد انتهاء الإجازة الصيفية وعودة الآباء إلى أعمالهم والطالبات والطلاب إلى جامعاتهم ومدارسهم. وتكمن مشكلة تزاحم مطار أبها في عدم قدرة الرحلات المجدولة على استيعاب الكم الهائل من المغادرين، وأجمع المسافرون على أن هذه المشكلة تعتبر أزلية بالنسبة لمطار أبها، وطالبوا هيئة الطيران المدني والخطوط السعودية بسرعة البحث عن حلول عملية. وامتلأت جنبات المطار بالنساء والأطفال الذين عبر بعضهم عن تذمرهم من الانتظار بالبكاء!!. وكانت موجة من الغبار والأتربة قد ضربت أبها خلال اليومين الماضيين دون أن تؤثر على سير الرحلات، واستمرت الطائرات في الإقلاع والهبوط دون تأخير. يحيى عسيري أجبرته الحجوزات المغلقة على السفر برا من أبها إلى الرياض برفقة عائلته المكونة من سبعة أشخاص، ولم يستغرب العسيري عدم تأكيد حجزه بعد أن ظل في الانتظار قرابة عشرة أيام. ولم يكن عبد الرحمن القحطاني أوفر حظا من سابقه، حيث فشل هو وزوجته في الحصول على مقعدين منذ أسبوع كامل، حيث كانا يحضران إلى المطار يوميا وينتظران ساعات دون تأكيد للحجز، وفي الأخير اضطر لحزم حقائبه والسفر برا عن طريق إحدى سيارات الأجرة، وتساءل: إلى متى ونحن نحمل هم مطار أبها في بداية كل صيف ونهايته؟؟؟!!. العم سلطان، «معوق» على كرسي متحرك، لديه موعد في مستشفى العيون في الرياض، يقول «هذه ليست المرة الأولى التي أعاني فيها الأمرين في مطار أبها، وبالإضافة إلى معاناتي مع الإعاقة وضعف البصر، أصبحت معاناتي الثالثة هي صعوبة الالتزام بمواعيدي في الرياض بسبب صعوبة الحجوزات في المطار»، وأضاف ليتهم في الرياض يقدرون سبب تأخيرنا عن الحضور في الموعد المحدد فلو تأخرت عن الموعد فلن يجعلوني أدخل إلى الطبيب بعد ذلك إلا بعد أشهر!!. وأرجع سامي الخالدي السبب الأول لمشكلة تكدس المسافرين في المطار لعدم تشغيل الطائرات ذات الحجم الكبير في رحلات أبها إلى بقية المدن الأخرى، مضيفا الكرة في ملعب الخطوط السعودية وهي التي تستطيع أن تحل إشكالية تكدس الركاب في المطار وإغلاق الحجوزات مبكرا، مشيرا إلى أهمية توسعة مرافق المطار وتكثيف عدد الرحلات إلى أبها لأنها مقصد للسياح من الداخل والخارج!!. وأبدى سامي أسفه لعدم تمكنه من حجز مقعد له للحاق بجامعته في الرياض. وأفاد مصدر في مطار أبها أن الرحلات لم يحدث لها أي تأخير، مشيرا إلى أنه غادرت مطار أبها أمس حوالى 11 رحلة مجدولة، إضافة لتشغيل رحلة إضافية عند الثامنة البارحة الأولى ساهمت في تخفيف الازدحام في المطار. وأضاف مشكلة بعض المسافرين هو عدم الحجز مبكرا لرحلة العودة، حيث يحضر إلى المطار قبل سفره بساعات في ختام موسم الصيف، نافيا أي تأثير للأحوال الجوية على سير الرحلات، مبيناً أن الرحلات أقلعت وهبطت في مواعيدها المجدولة سابقا دون تأخير. معوق في انتظار تأكيد حجز مقعد للسفر إلى الرياض البارحة الأولى.