أفرزت معلومات تضمنها تقرير صدر أخيراً لصندوق التنمية العقارية حول قفزة القروض المحولة من فلل لشقق صغيرة، إلى 600% في العام الماضي عن العام الذي سبقه، توقعات حول مساهمة ذلك في التأثير سلباً بارتفاع أسعار تملك الشقق السكنية على المدى القصير، ومساهمتها إيجابياً في ذات الوقت في حل أزمة الإسكان على المدى المتوسط والبعيد. وبعد أن قفزت قروض صندوق التنمية العقارية المحولة لشقق صغيرة، إلى 600%، حيث تم شراء 352 شقة لمواطنين استفادوا من القروض العقارية وحولوها لشراء شقق سكنية بدلاً من بناء فلل، حسب آخر إحصائية، أكد خبيران عقاريان أن مثل هذا التوجه سيخلق أبعاداً إيجابية في ثقافة تملك المنازل لدى المجتمع السعودي. وبين المدير التنفيذي للمشاريع في شركة رافال الدكتور سلطان السالم، أن هذه الثقافة وتوجه المواطنين لشراء الشقق كانت موجودة منذ فترة طويلة، مضيفا أنه ومع هذا الإقبال، تبرز مخاوف من الرسوم التي تدفع من سكان هذه الوحدات لأعمال الصيانة والنظافة. وأضاف السالم أنه من الضروري إلزام المقبلين على شراء الشقق، دفع هذه الرسوم للحفاظ على نظافة المساكن وأسعارها مستقبلا، حيث إنه يراها مسكن اليوم واستثمار الغد الذي يجب أن يحظى باهتمام الجميع. وأوضح السالم أن هذا الإقبال وارتفاع النسبة 600% عن العام الماضي، سوف يحد من أزمة الإسكان خصوصا في المدن الصغيرة مرجعا هذا التخصص لانخفاض أسعار الأراضي في تلك المناطق. وأشار السالم إلى أن المطورين العقاريين يستهدفون وبالدرجة الأولى من بإمكانهم أخذ قروض سكنية من البنوك التجارية، بينما يستهدف صندوق التنمية العقارية الطبقة الأقل من المتوسطة. من جهته أوضح الرئيس التنفيذي لشركة بلوم للاستثمار عبدالله الرشود، أن أزمة الإسكان وارتفاع الأسعار جعلت المواطنين يتجهون لهذه الثقافة في تملك المسكن، مبينا أنه في السابق، كان بيت العمر عبارة عن فيلا ولكن في الوقت الحالي ومع هذا الوعي الذي يعيشه المجتمع أصبحت الشقة بيتا للعمر. وبين الرشود أن نظام اتحاد الملاك غير موجود في حال تعطل المصعد أو تكدس الأتربة في الممرات أو احتاجت الإنارة إلى تجديد، مضيفا أن تكاليف هذه الصيانة يجب أن تكون بمشاركة الجميع. وأضاف الرشود أن هذه النسبة ستزيد مستقبلا وسيزيد الإقبال لشراء الشقق السكنية، مبينا أن الأرض ذات مساحة ال900 متر مربع تستوعب بناء فلتين، وبالمقابل هذه المساحة من الممكن أن تستوعب 14 شقة، الأمر الذي من شأنه في حال تزايد الإقبال على الشقق، سيوصل إلى حل لأزمة الإسكان الشائكة. وأشار الرشود إلى أن وجود هذه الثقافة من جهة اجتماعية خلق ارتياحا نفسيا لدى الجميع، مضيفا أن هذا الإقبال من الممكن أن يكون خطرا، وأن هذا قد يزيد من أسعار الشقق مستقبلا. وبين الرشود أن المستثمرين العقاريين نسبة ربحيتهم لا تتجاوز ال12 %، عند بناء شقق في ظل هذا الارتفاع الذي تشهده الأراضي، مضيفا أن المطور العقاري تاجر قد لا يفكر في الآخرين وأن كل تفكيره منصب على الربح، مشددا أنه من المفترض أن تكون هناك قوانين لحفظ حقوق المواطنين إذا تلاعب المطور في أي نقطه ليست حقا مشروعا له، مضيفا أن تحديد الأسعار ليس حلا ممكنا لكن خلق حرية أكثر في سوق العقار من ناحية مواد البناء وكثرة المطورين ستجعل السوق ينصب لخدمة المجتمع بشكل عام.