اقتحمت قوى الأمن السوداني دار المحامين السودانيين بالخرطوم وأوقفت عددا منهم بينما أصيب آخرون بجراح متفاوتة إثر اعتداءات الشرطة. وكان نقيب المحامين عبد الرحمن الخليفة وهو من قيادات حزب المؤتمر الوطني الحاكم قد رفض السماح لتجمع المحامين الديموقراطيين بدخول الدار لإقامة الإفطار السنوي، لكن المجموعة تمسكت بحقها في إقامة الإفطار وحشدت منسوبيها في الموقع الذي أحيط بسيارات الشرطة والأمن، وتمكنت من دخول الدار. كما استخدمت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق مظاهرات مناهضة للغلاء وشح المحروقات في نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، حيث تجمع حوالي 400 شخص في السوق الرئيسية وفي منطقتين أخريين في غرب المدينة للاحتجاج على ارتفاع التضخم. ويأتي ذلك بعد يوم من مقتل عدد من المحتجين في المدينة معظمهم من طلبة المدارس. وقالت هيئة محامي دارفور إن أحداث نيالا أوقعت 13 قتيلا من طلاب المدارس وعامة المواطنين بينما أصيب أكثر من مائة آخرين. وشجب الحزب الشيوعي السوداني ما قال إنها أكاذيب تبثها الحكومة حول كفالة حق التعبير والتظاهرات الاحتجاجية على زيادات الأسعار، كما انتقد المرشح الرئاسي السابق والقيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي حاتم السر ما وصفه بالعنف الغريب، والمنهج القمعي البائس الذي قوبلت به احتجاجات نيالا. وطالب بإقالة كل المتسببين في الحادث، وإحالتهم للمحاكمة أيًا كانت وظائفهم، قائلاً: لا يوجد سبب واحد يبيح إهدار دم الطلاب والمتظاهرين بهذه الهمجية الرعناء. على صعيد آخر، اغتال مسلحون معتمد محلية الواحة، بولاية شمال دارفور، عبد الرحمن محمد عيسى، وسائقه الشخصي، إثر إطلاق النار على عربته. وينتمي المعتمد إلى قبيلة المحاميد المعروفة بمليشيات (الجنجويد). على صعيد آخر، أجرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، اتصالاً هاتفياً بوزير الخارجية السوداني علي كرتي، وحثته على الانخراط بجدية في المفاوضات مع دولة الجنوب، وأكدت أن بلادها مصممة على دعم جهود الوساطة حتى يتمكن السودان وجنوب السودان من الوصول إلى تسويات نهائية للقضايا العالقة. كما أعربت كلينتون عن اهتمام بلادها بالأوضاع الإنسانية في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وحثت الخرطوم على السماح بوصول العون الإنساني لمحتاجيه في الولايتين عبر المبادرة الثلاثية. من جانبه أوضح كرتي أن المشكلة الأساسية مع جوبا أمنية، تتمثل في إبقائها على جزء من جيشها داخل الأراضي السودانية ودعمها للحركات المتمردة. ودعا كلينتون للضغط على دولة الجنوب لفك ارتباطها بالفرقتين التاسعة والعاشرة، ووقف دعم حركات دارفور، والتزام السودان باستدامة السلام مع جميع جيرانه، بما في ذلك جنوب السودان.