استمرت التظاهرات لليوم الثالث على التوالي في مدينة نيالا تأييداً للحاكم المقال عبدالحميد كاشا ومناهضة للحاكم الجديد حماد إسماعيل، ما أدى الى مقتل ستة مواطنين وإصابة العشرات وحرق مقرات حكومية وتدخل الجيش لفرض الأمن واجلاء الحاكم الجديد للولاية حماد اسماعيل الذي يرفضه المحتجون من مقر حكومته، فيما اعتقلت السلطات نحو 25 من قيادات وعناصر الحزب الحاكم. وعلى رغم إقفال المدارس والجامعة في نيالا، ولاية جنوب دارفور، خرج الطلاب وانضم اليهم مواطنون في تظاهرات غاضبة وأحرقوا مقر محافظة نيالا وسيارة المحافظ ومقر الحزب الحاكم واندلعت نيران في سوق موقف الجنينة وموقع شركة للاتصالات. وتدخلت الشرطة مستخدمة الغاز المسيل للدموع بكثافة ما ادى الى حالات اغماء وسط المواطنين، كما نزلت قوات من الجيش لحماية المرافق العامة وأجلت حاكم الولاية الجديد الى مقر قيادة الجيش بعدما اقترب المحتجون من مقر حكومته اثناء اجتماعها. وشهد سوق نيالا أعمال نهب كبيرة، في وقت أقفلت فيه المحال التجارية لتفادي عمليات النهب والسرقة والتخريب. واعتقلت السلطات اكثر من 20 من قيادات حزب المؤتمر الوطني في ولاية جنوب دارفور وكوادره، من بينهم وزير الصحة والمحافظ ونائب رئيس الحزب ومجموعة أخرى من القيادات الوسيطة، وسط معلومات عن خلافات داخل الحزب الحاكم ونقل بعض المعتقلين من الحزب الى الخرطوم امس. وكشف الحاكم الجديد عن ضبط السلطات أحد القيادات متلبساً بتزويد المتظاهرين أسلحة بيضاء وحجارة. وتعهد حماد بحسم الانفلات الأمني ونفى نيته الاستقالة، معتبراً استقالته في هذه المرحلة هروباً من المسؤولية. وقرر تعطيل الدارسة بالجامعة والمدارس اسبوعاً، وكلف الجيش حماية المرافق العامة. وفي الخرطوم، ناقش مجلس الوزراء الاوضاع في ولاية جنوب دارفور، وقال وزير الداخلية ابراهيم محمود إن الاوضاع تحت سيطرة السلطات، واتهم جهات وجماعات «مندسة» وسط الطلاب باستغلالهم وتوعد بتقديمهم الى محاكمة عادلة. وكان البشير أقال كاشا، الذي تم انتخابه في نيسان (ابريل) الماضي حاكماً على ولاية جنوب دارفور، وعينه حاكماً على ولاية شرق دارفور الجديدة، إلا أن كاشا رفض المنصب. الى ذلك، تدهورت العلاقات بين السودان وجارته الجديدة دولة الجنوب على نحو يجعلها مفتوحة على كل الاحتمالات، وقال نائب الرئيس السوداني الحاج آدم يوسف، إن صبر الخرطوم بدأ ينفد تجاه الجنوب، متوعداً عاصمة الجنوبجوبا، بأنها ليست بعيدة، في تلميح باجتياح عسكري. وقال يوسف أمام مئات من المتدربين في الشرطة في ولاية الجزيرة في وسط البلاد، إن الجيش يحاصر المتمردين في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان المتاخمتين للجنوب، موضحاً ان مفاوضات اديس ابابا الجارية حالياً بين حكومته وحكومة الجنوب ليست خاصة بالنفط، وانما تشمل القضايا العالقة بين الدولتين، مستنكراً مزاعم حكومة الجنوب بسرقة السودان نفطها، وقال «لو اردنا ذلك لما رأى الجنوب قطرة منه». وينتظر عقد قمة رباعية تجمع الرئيس عمر البشير ونظيره الجنوبي سلفاكير ميارديت في حضور الرئيس الكيني مواي كيباكي ورئيس الوزراء الأثيوبي ملس زناوي على هامش قمة الاتحاد الأفريقي التي ستعقد في أديس أبابا غداً السبت، لنزع فتيل الأزمة الحالية بين الخرطوموجوبا بعد قرار الجنوب وقف تصدير نفطه عبر الشمال. وستناقش القمة الملفات العالقة بين السودان وجنوب السودان، خصوصاً ملف النفط، ويتوقع أن تصل الى تفاهمات أقلها وقف الحملات الإعلامية والاتهامات المتبادلة واستخدام المتمردين على جانبي الحدود في الصراع بين البلدين.