كانت الفلسفه الأدبية ميدانًا لكل من كان يرى الكون بروحهِ قبل عينيه، ومازالت أحد أكثر العلوم أهميةً حتّى عصرنا هذا. فالفلسفة مذاهب وألوان وما زال الفلاسفةُ يتعمّقونَ فيها أكثر فأكثر ويمكننا القول بأننا من خلال الفلسفة سنتوصل إلى أصل الأشياء وأسباب وجودها والغرضِ منها، وقد يولد الفيلسوف فنانًا بالأصل أو ربمًا يعتنقُ الفلسفة بعد تمعّنه للوحةٍ مرسومة فتلتقي الفنون ببعضها لأن الفن يألفُ الفنّ. وأكثر ما يُعرقل مسير الفيلسوف على منهجه في عصرنا الحديث الحقائق المغلوطة التي تأتيهِ ممن لا يعلمون عن الفلسفةِ شيئًا وينكرون بأنها علمٌ من العلوم إذ يرمون على الفلاسفة كلامًا وكأنهم في أوجِ التخريف والانسياق لما ليس له وجودٌ وتبعيّة بعدما يقول برتراند راسل «العلم هو ما تعرف والفلسفة هي ما لا تعرف». فالفلسفه على أنها تصنّف من العلوم إلا أنها أكبر من ذلك بكثير، حيث لا يمكنك إمتهانها دفعةً واحدة أنت تكتسبها بالتأمل ثم التفكير فالتفكير، تأتي العملية الفلسفية وكأنك تطّلع على الأشياء وهى مجرّدة من كل لباس فترى أصولها ومنابِتها وتسعى لإظهار حقيقتها وإدراك ماهيّتها، فالفلسفة صوتٌ يدوي في عمق الروح وغرقٌ في عالمٍ موازي، وتتصل الفلسفةُ بالحكمة كثيرًا وذلك لنظرة أصحابها المختلفة جدًا عن أي شخصٍ آخر فتربيهم على البحث والتفكير الناقد وأساليب تثقيفية عدة، ومن أكثر المصطلحات شيوعًا في علم الفلسفه «ما وراء الطبيعة، والمنطق، والمعرفة، وفلسفة الجمال وغيرها».. وقد نشأت الفلسفة على يد سقراط وأفلاطون وأرسطو، والكندي والرازي والفارابي ويغيرهم، حيث كانوا يجتهدون في الفلسفة ولكن بحدود الدين والإيمان التام، ونرى أن الفلسفة الغربية تختلف نوعًا ما عن الفلسفة العربية ولكنهما في النهاية يؤديان نفس الغرض. ومع مُضيّ الأزمِنه ستبقى الفلسفةُ شِهابًا في سماء المجهول، وجزءًا لا يتجزأ من الأدب.