بلغ إجمالي المشكلات الأسرية الواردة إلى قسم "إصلاح ذات البين" في مركز التنمية الأسرية في الأحساء نحو 578 مشكلة أسرية، أنهى القسم نحو 420 مشكلة منها بالصلح بنسبة 72%، و158 مشكلة منتهية بغير صلح بنسبة 28%. وأوضح رئيس القسم الشيخ رائد النعيم خلال كلمته مساء أول من أمس في اللقاء التعريفي للمركز أمام عمد الأحياء والقرى في الأحساء، أن ما نسبته 30% من إجمالي المشكلات الأسرية الواردة للمركز من إمارة الأحساء، و30% حضورياً من الأطراف المتخاصمة، و35% من المحكمة الشرعية، و5% من جهات أخرى متفرقة، وأن في المركز حالياً نحو 22 مصلحا أسريا مؤهلين تأهيلاً متخصصاً في الإصلاح الأسري. وأشار إلى أن مشكلات ضرب الزوج لزوجته احتلت النسبة الأعلى في القضايا الواردة للمركز ب 91 قضية، والتقصير في النفقة 75 قضية، وشك الزوج في زوجته 33 قضية، وتدخل أهل الزوجة 32 قضية، وتدخل أهل الزوج 28 قضية، وقضايا الزوج الذي لا يستطيع تأمين سكن مستقل 28 قضية، والزوج يرفض تأمين سكن مستقل 26 قضية، وتقصير الزوج في حق زوجته 21 قضية. ولفت إلى أنه تم أخيراً افتتاح مكاتب للصلح في المحكمة العامة والمحكمة الجزئية وفي محكمة مدينة العيون لاستقبال القضايا الأسرية قبل إحالتها إلى القسم في المركز، واستطاعت تلك المكاتب إنجاز 100% من القضايا الواردة إليها بالصلح. وسرد النعيم أمام الحضور مشكلتين أسريتين، استطاع المركز حلهما أخيراً بالصلح وتلقى إشادة من أطرافها، الأولى حدثت عندما حضر زوج وزوجته إلى القسم في نهاية الدوام، راغبين في الانفصال بعد 17 عاماً من الزواج ولديهما 5 أطفال، وبعد الجلوس معهما والتحدث مع كل واحد منهما، اتضح أن وراء رغبتهما في الانفصال مشكلة مادية تتمثل في عدم وجود "سرير نوم" لديهما من 3 أعوام بسبب ضعف مرتب الزوج، واستطاع المركز أن يوفر لهما "السرير" وذهبا إلى منزلهما متصالحين. وفي المشكلة الثانية "خصام الأرحام"، تلقى المركز مكالمة هاتفية من امرأة كبيرة في السن وهي تبكي لوعة، تؤكد أن ابنها البالغ من العمر ثلاثين عاماً لا يزورها ولا يكلمها ولا يستجيب لاتصالاتها المتكررة التي تصل يومياً إلى 50 اتصالاً منذ أكثر من 3 أعوام بعد خلاف الأم مع زوجته، فما كان من المركز ومن خلال المصلحين الأسريين، إلا التواصل مع هذا الابن وإقناعه بصلة أمه وأرحامه، وما هي إلا أيام معدودة وتلقى المركز اتصالاً هاتفياً من الأم ذاتها وهي تبكي وتقول "جزاكم الله خيراً، فلقد رجع ابني لي ولله الحمد وقبّل يدي وقدمي ولن أنسى لكم ذلك المعروف طوال حياتي". وبدوره، قال مدير مركز التنمية الأسرية في الأحساء عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في الأحساء الدكتور خالد الحليبي، إن مدير المحاكم الشرعية في المحافظة الشيخ سامي الحادي أشاد بجهود قسم إصلاح ذات البين في المركز في إنهاء جميع القضايا الأسرية الواردة إلى المحكمة بالصلح، وذلك محل تقدير الجميع، مؤكداً أن المركز على استعداد تام لتنفيذ مبادرات العمد في إنشاء مجلس داخل الحي أو تنفيذ برامج تدريبية للعلاقات الزوجية وتدريب الأبناء وتوفير مستشار أسري داخل كل حي، مبيناً أن في المركز نحو 60 مستشاراً أسرياً، يقدمون خدماتهم لكافة مدن ومناطق المملكة وقد بلغت نسبة الاستشارات الأسرية الواردة للمركز من منطقة الرياض 40% من إجمالي الاستشارات، لافتاً إلى أن المركز استطاع حل مشكلات أسرية بما نسبته 80% من القضايا.