لم يكن يعلم جامع القطع الأثرية المتطوع فايز عبدالله الشهري الشهير ب"دحدوح" أن الجهة الرسمية نفسها التي اعترفت بمتحفه ووضعت أمامه لوحة تعريفية كبيرة وواضحة، ستعود يوما لإغلاق متحفه. وتعود التفاصيل إلى زيارة وفد الهيئة العامة للسياحة والآثار برئاسة الدكتور عوض الزهراني بهدف تشجيع أصحاب المتاحف والمجاميع الخاصة، فتحول التشجيع إلى ضده، ليغلق "دحدوح" تعبيرا عن السخط والإحباط على ما تلقاه من انتقادات انهال عليه بها وفد السياحة. يقول "دحدوح" بدأت القصة بعد أن اتصل بي مدير مكتب الآثار في النماص محمد بن عبدالله العسبلي ليخبرني بزيارة وفد من الهيئة لمتحفه فرحبت بهم، واستيقظت باكراً لتجهيز الإفطار صباحا، والضيافة غير أنني فوجئت برفض الوفد شرب قهوتي وتناول الإفطار، محتجين بأنهم أتوا للعمل ولا وقت لديهم لذلك، وأنهم أتوا للوقوف على محتويات المتحف وتسليمه هدية مقدمة من الهيئة. ويبدو أنه بعد زيارة المتحف أبدى رئيس الوفد استياءه من محتوياته، ومن طريقة العرض كذلك، وأضاف دحدوح: "لم يكتف الوفد بذلك بل أمرني بالذهاب معه إلى شعب (النغرة) الأثري الذي يبعد عن تنومة مسافة 55 كم، فطلبت منهم تأجيل الزيارة إلى يوم آخر كون الأمر يحتاج إلى إعداد وتجهيز وسيارة خاصة فالطريق غير مسفلت، فرفض الوفد إلا أن أذهب معهم حالاً وأن الأمر لا يحتمل التأجيل، وبعد أن أبلغتهم بعدم استطاعتي ذهبوا وهم غاضبون. الأمر الذي دفع ب"دحدوح" إلى إغلاق المتحف الذي قال عنه "إنه جهد أخذ من عمري أكثر من 40 سنة، ونقلت كل محتوياته إلى المستودع على الرغم من استحسانه من قبل الكثير من الزائرين، والمسؤولين، أمثال: أمير منطقة عسير في ذلك الوقت صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الذي زار متحفي عام 1405ه، واعتبرت هذه الزيارة افتتاحاً رسمياً له، كما زار المتحف كثير من الوزراء، ومنهم وزير الصناعة سابقاً المهندس عبدالعزيز الزامل مبدياً إعجابه به، وكذلك مدير تعليم البنات بمنطقة عسير (سابقاً) قاسم شماخي، الذي زار المتحف ثم تفضل مشكوراً بإهدائي مجموعة من المقتنيات التراثية. يذكر أن فكرة المتحف بدأت بعد عودة دحدوح من اليمن عندما كان يعمل في السفارة السعودية هناك، إذ لاحظ أن كل ما هو قديم يرمى ولا ينتفع منه مما أثر في نفسه، كما يقول. ومع بداية عام 1397ه بدأ يقتني بعض القطع التراثية من الأهل والأصدقاء في بادئ الأمر، وتغير الحال مع مطلع عام 1402ه عندما أقام دحدوح المتحف على شكل حصن دفاعي مكون من 3 أدوار على حسابه الخاص، ليضم الكثير من القطع المتنوعة إذ كان يحتوي الدور الأرضي على مقتنيات الزراعة والإنارة، ومجموعة من المحاقين والآنية الخشبية والحجرية، والصحاف الخشبية، والمصنوعات الجلدية والخوصية، وكل ما يخص المطبخ. بينما يشتمل الدور الثاني على مجموعة من الكتابات الصخرية، إضافة إلى الأسلحة التقليدية بأنواعها، والملابس الرجالية التقليدية. أما الدور الثالث فخصصه للقطع التراثية التقليدية التي تخص زينة المرأة العسيرية.