تتمتع منطقة عسير بثراء تراثي كبير، فهناك آلاف القطع الأثرية النادرة التي تنتشر في أغلب المتاحف الخاصة بالمنطقة وتجذب المصطافين سواء من داخل المملكة أو خارجها. وباتفاق بين إمارة منطقة عسير ممثلة بأميرها الأمير فيصل بن خالد والهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة برئيسها الأمير سلطان بن سلمان.. تم جمع الآثار التراثية في متحف إقليمي يجمع سبعة متاحف إقليمية عرف ب "متحف عسير الإقليمي". ومن تلك المتاحف التراثية التي تجذب زوار المنطقة متحف الراقدي بأبها، ويقع على قمة متنزه الجبل الأخضر لصاحبه محمد علي الراقدي، ويتألف من دور واحد و19 جناحا، ويحوي ما يزيد على 2000 قطعة أثرية، منها 20 مخطوطة يعود بعضها لعام 139، إضافة إلى الطوابع القديمة والأسلحة، ومنها بندقية قديمة مختوم عليها بالتاريخ الهجري يعود عمرها الزمني لأكثر من 142 سنة، أهديت لصاحب المتحف من الشيخ أحمد مطاعن. ويحتوي المتحف كذلك على مجموعة من العملات الورقية والمعدنية القديمة والصور التراثية وملبوسات وحلي، فضلاً عن الأدوات الزراعية والصناعات التقليدية القديمة، وكذلك البناء العسيري القديم بأنواعه. ومن الأماكن التراثية بعسير "حصن تنومة للتراث" في تنومة، وهو المتحف الذي يمثل شكل الحصون القديمة، ويتكون من 3 أدوار وتتجاوز مقتنياته 1800 قطعة تراثية، وتأسس عام 1398، ويحوي اللوحات القديمة والمنقوشات الحجرية وبعض المقتنيات القديمة. ويشير صاحب المتحف العم دحدوح إلى أن أغلى قطعة في متحفه تتمثل في سيف عمر بن عبدالعزيز الذي كُتب عليه "إن ينصركم الله فلا غالب لكم"، بجانب بعض القطع التراثية والأثرية من بينها صحف مصرية يعود بعضها لعام 1200 م. وهناك متحف آخر لعلي يحيى بالنماص يحتوي على العديد من القطع التراثية، إضافة إلى المسكوكات المعدنية والورقية بعضها كان يستخدمها البيزنطيون، وبعض العملات العبرية القديمة، والألبسة الحربية النادرة. وقال جاسم صالح " سائح من دولة الكويت": عندما نأتي إلى عسير نبحث عن الأماكن التراثية فيها لاقتناء بعض المقتنيات منها كذكرى للمنطقة التي زرناها، مضيفًا: " وجدنا في عسير تراثا كبيرا يصل لآلاف السنين مما أثار إعجابنا من اهتمام أهالي هذه المنطقة بتلك التراثيات القديمة، فهذا يدل على أصالتهم". أما السائح حسين جابر من الإمارات فيقول: نسمع أن منطقة عسير غنية بالجوانب التراثية وأن أهلها محافظون على تراثهم رغم التطور الحاصل للحياة، وهذا أمر جيد، وأهالي الإمارات يحبون التراث واقتناءه، فعند قدوم أي زائر من الإمارات تجد أول ما يبحث عنه الأماكن التراثية، فوجدنا سوق الثلاثاء وقرية ابن حمسان وبعض المتاحف الأخرى التي وجدنا فيها مبتغانا. فيما تفكر الزائرة للمنطقة من مملكة البحرين موزة حسين في فتح محل للتراث السعودي وبالأخص العسيري في البحرين، حيث قالت "إنني أفكر أن أتعاون مع بعض أصحاب المتاحف بعسير لاقتناء بعض التراثيات منهم وعرضها في محلات التراث بالبحرين كفكرة لتبادل التراث بين الدول، وحتى تتعرف بعض الأجيال على أنواع التراث الموجودة في العالم".