كشفت إحصائية من وزارة التعليم العالي عن معدل الاحتياج الفعلي لشغل الوظائف الأكاديمية في الجامعات السعودية يصل من وظيفة إلى ثلاث وظائف يومية تعلن عنها الجامعات، تطلب شغلها من ذوي الكفاءات المهنية. وعلمت "الوطن" من مصادر مطلعة أن الإحصائية أرجعت الاحتياج المستمر لشغل الوظائف الأكاديمية في الجامعات السعودية إلى التوسع الكبير في البرامج الدراسية التي تقدمها الجامعات وأفرعها في محافظات المملكة المختلفة. وأشارت إلى أن وزارة التعليم العالي حثت الجامعات على ضرورة التعاقد مع الطلبة المبتعثين خارج المملكة قبيل تخرجهم لتوظيفهم في الوظائف المتاحة لأعضاء هيئة التدريس. وبينت أن بعض الجامعات شرعت في تخصيص مواقع إلكترونية من خلالها يتم استقبال طلبات المبتعثين ممن هم على وشك التخرج ويتم إجراء اختبارات لهم عن طريق تلك المواقع للتأكد من أهليتهم لتلك الوظائف. وأضافت أنه في حال قبول المتقدم يرسل أوراقه الرسمية عن طريق البريد الإلكتروني لتسلم وظيفته فورا بعد الانتهاء من برنامجه الدراسي هناك. من جهته، أوضح المتحدث الرسمي لجامعة الملك عبد العزيز الدكتور شارع البقمي، ل"الوطن" أمس عن وجود احتياج مستمر لأعضاء هيئة التدريس لشغل الوظائف المتاحة من قبل أصحاب الخبرات والمؤهلات الأكاديمية المناسبة. وأشار إلى أن الجامعة تعلن يومياً عن وجود وظيفة واحدة على الأقل وقد تصل في بعض الأيام إلى نحو خمس وظائف تحتاج إلى مؤهلين لشغلها. وبين أن هذا الاحتياج اليومي لا يعني أن هناك عجزا حقيقيا في أعداد أعضاء هيئة التدريس، مضيفا:" أن هناك أسبابا عديدة تدعو إلى ذلك أبرزها التوسع في البرامج الدراسية في الجامعات، والانتقال المستمر لأعضاء هيئة التدريس من الجامعة إلى مواقع قيادية في جهات حكومية وأهلية". وبين أن من بين أسباب الاحتياج للأكاديميين ارتباط أعضاء هيئة التدريس إما ببحوث علمية أو زيارات علمية إلى جامعات خارج المملكة، إلى جانب إعارة بعض أعضاء هيئة التدريس لجهات حكومية أخرى. وبين الدكتور البقمي أن الاحتياج السنوي لأعضاء هيئة التدريس في الجامعة وفروعها قد يصل إلى نحو ألف عضو هيئة تدريس، وهذا العدد يعكس مدى توسع الجامعات في تقديم خدماتها الأكاديمية والاجتماعية للمجتمع.