في سباق نحو الظفر بالمتميزين منهم، بدأت عدة جامعات سعودية، البحث عن قوائم أسماء وبيانات المبتعثين والمبتعثات، لتسليط الضوء على تخصصاتهم التي تحتاجها، والمتميزين منهم في تلك التخصصات، ومن ثم التواصل معهم، لإبلاغهم بقبولهم كمحاضرين وأساتذة بها حال حصولهم على شهاداتهم العليا. وفي الوقت الذي أكدت فيه مصادر مطلعة ل"الوطن"، أن الجامعات بدأت سباقا محموما في هذا الشأن، بتوجيه من وزارة التعليم العالي لاستيعاب العائدين من الابتعاث بشهادات عليا في الوظائف الأكاديمية بالجامعات، كشف المشرف العام على المركز الإعلامي في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور شارع البقمي ل"الوطن" أمس، أن جامعته بدأت منذ فترة إجراء مقابلات شخصية عن طريق برنامج "سكايب" مع طلاب وطالبات مبتعثين ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، في عدد من الدول المبتعثين إليها، بهدف استقطابهم كأعضاء هيئة تدريس. وأضاف أن الجامعة لا تطلب حضورهم إلى الجامعة لاستكمال مسوغات التعيين في حال قبولهم، بل تستخدم التقنية في جميع المراحل الخاصة بالقبول، بدءا من تسليم الوثائق الرسمية، وإجراء المقابلات الشخصية، وعملية الفرز، وانتهاء بإعلان النتائج، وتوقيع قرارات التعيين. وأكد البقمي أن جامعة المؤسس هي أولى الجامعات السعودية التي بدأت استخدام هذه الآلية التقنية لقبول المبتعثين في وظائف أكاديمية قبل إكمال دراستهم في دول الابتعاث، وانتظار عودتهم مجددا إلى المملكة. وقال إن الإجراءات تتم عبر الإعلان عن الوظائف، واستقبال الطلبات من المبتعثين عن طريق الإنترنت وهم في بلدان ابتعاثهم، ومن ثم تحديد مواعيد إجراء المقابلات الشخصية للمتقدمين والمتقدمات وهم لا يزالون على مقاعد الدراسة، وأن المقابلات الشخصية تجرى مع المبتعثين والمبتعثات عبر برنامج "سكايب"، حيث تلتقي على الهواء مباشرة لجنة علمية متخصصة مكونة من أساتذة في كل تخصص مطلوب مع المتقدم، ومن ثم تعلن النتيجة للمتقدم بعد إجراء المقابلة الشخصية، ويطلب منه استكمال الإجراءات المتبقية في حال قبوله، أو يتم إبلاغه بعدم اجتيازه المقابلة. ولفت البقمي إلى أن الجامعة تنسق مع وزارة التعليم العالي، لحضور اللقاءات الخاصة بالتوظيف، التي تعقدها الوزارة في دول الابتعاث، فيما تسعى الجامعة إلى إيصال إعلاناتها الخاصة بالوظائف الأكاديمية إلى مقار المبتعثين في دولهم، لإتاحة الفرصة أمامهم للالتحاق بالوظائف المعلن عنها حسب التخصصات واحتياج الجامعة. وأكد أن الجامعة استقطبت فعلا أعدادا كبيرة من طلاب وطالبات برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث تتجاوز أعدادهم ألف طالب وطالبة خلال السنوات الأربع الماضية.