وجه الفنان عبدالإله السناني انتقاداً لاذعاً لكتاب الأعمال الدرامية، وقال "لا يوجد لدينا إلا خمسة كتاب، ولم يسبق لأحد منهم أن كتب رواية واحدة في حياته". وتساءل "كيف يكون لدى كتابنا القدرة على إعداد الهيكل والبناء الدرامي، وهم لم يكتبوا الرواية؟"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن عمل "واي فاي" الرمضاني، شارك في كتابته 14 كاتباً إضافة إلى روائية. جاء ذلك في محاضرته التي نظمها أدبي الرياض أول من أمس، للحديث حول الدراما وهمومها، تحت عنوان "الدراما الرمضانية"، وأوضح فيها السناني أن "المعلن" هو البطل في الأعمال الدرامية، وليس الممثل أول القصة، لأن "الأهواء هي التي تغلب في الاختيار، وهذا ليس بدليل على النجاح". وانتقل الجدل حول مسلسل "عمر" الذي يعرض على عدد من الفضائيات مع بدء شهر رمضان، إلى منبر النادي الأدبي في الرياض، حيث واجه الفنان عبد الإله السناني أسئلة كثيرة حول العمل، فيما انتقد بدوره "الهجمة" التي تعرض لها المسلسل، حتى بلغ بأحدهم إعلانه التبرع بقيمة المسلسل بغرض إيقافه"، وقال "كان من الأجدى أن يقول سأنتج مسلسلاً للرد على الأخطاء الواردة فيه إذا كان يرى ذلك". وقال السناني إن العمل التاريخي معرض للأخطاء تماماً مثل الكتاب، وانتقد في ذات الوقت غياب الأعمال التاريخية عن الإنتاج السعودي، وقال " لماذا نسمح للآخرين أن يكتبوا تاريخنا، ونهمل نحن ذلك"، وأبدى استغرابه من وجود أكثر من 30 قناة سعودية، وأخرى يمولها المال السعودي، لم تفكر في إنتاج فيلم تاريخي. وأشار السناني إلى أن المشاهد فقد الرؤية، بسبب أن الصورة التي تقدم له في الأعمال الدرامية غدت غير واقعية، فالمخرج ومدير التصوير عادة من خارج النطاق الذي يعيش فيه المشاهد، وهو ما وضع الأعمال السعودية والخليجية خارج نطاق المنافسة. ولم تقف حدة الانتقادات على الإخراج، والكتابة، بل امتدت إلى المنتجين، حيث أشار السناني إلى أنه أصبحت لدينا خصخصة في الإنتاج، قادت إلى تفصيل العمل على ممثل معين، رغم أننا لم نصل إلى هذه المرحلة المتقدمة، مشيراً إلى أن ذلك بالإمكان ممارسته في هوليود. وعلى صعيد النقاد، أشار السناني إلى أن الصحافة المحلية تفتقر إلى وجود نقاد حقيقيين ومتمكنين، مشيراً إلى أن تناول الأعمال التلفزيونية أصبح يخضع للتفضيل، بين هذا العمل وذاك، والممثل الفلاني ومنافسه، بينما لا يوجد نقد موضوعي للعمل نفسه. وقال "بحسب إحصاءات عالمية من شركات متخصصة، نحن كخليجيين لسنا على خارطة الدراما العالمية"، مشيراً إلى أن العرب يشاهدون المسلسلات المدبلجة، ويفضلونها على الإنتاج المحلي. واستحضر السناني بيتاً للمتنبي، قائلاً "لو كان المتنبي بيننا اليوم لاستبدل السيف بالصورة وقال: "الصورة أصدق إنباءً من الكتب". وأشار إلى أن القصور في فهم ثقافة الصورة، ألقى بظلاله على المشاهد الذي أصبحت تحكمه العاطفة، إذ إنه يشاهد العمل الهندي والتركي، ويخجل أن يقول أعجبني، بسبب عاطفته التي تؤثر الميل إلى العمل المحلي. إلى ذلك، يحتضن أدبي الرياض، الأحد المقبل، فعاليات أسبوع هواية جمع الطوابع والعملات حتى الأربعاء، وتنظمها الجمعية السعودية لهواة جمع الطوابع والعملات، برعاية وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان.