انتقد الفنان عبدالإله السناني الأكاديمي بجامعة الملك سعود حال المسلسلات السعودية، مبينًا أنها خارج نطاق المنافسة عربيًا وخليجيًا، بسبب أن الصورة غير حقيقية لأنها تصور من خلال مصور غير سعودي وتخرج من خلال مخرج غير سعودي، مشيرًا إلى أنه لتقديم عمل سعودي متميز وناجح خليجيًا أو عربيًا لابد أن يكون كل العاملين بالعمل من البيئة السعودية، مدللاً على ذلك بالإشارة إلى نجاح مسلسل «طاش ما طاش» لأنه كان بحس سعودي صادق خرج من القلب فدخل قلوب الملايين، حسب قوله. جاء ذلك في الحوار المفتوح الذي نظمه النادي الأدبي بالرياض مع الفنان السناني يوم أمس الأول حول الدراما الرمضانية بحضور عدد من الفنانين والنقاد ومسؤولي الصفحات الفنية بالصحف وأعضاء النادي، حيث أشار السناني في حديثه إلى أن أغلب من يقومون بالكتابة للدراما السعودية في الأصل لم يكونوا كُتّاب رواية أو قصة، مبينًا أن ذلك أفقدهم القدرة على بناء عمل درامي متماسك من تقديم للشخصية والعقدة والبناء الدرامي الشيق الذي يجذب المشاهد، مشيرا إلى أنه لا يمكن الحكم على مسلسل بأنه ناجح من خلال مشاهدة حلقة أو حلقتين، وأن هناك خلطًا كبيرًا بين العاملين في مجال الدراما فهم لا يستطيعون التفريق بين المسلسل والبرنامج. كما انتقد السناني الحركة النقدية الفنية بقوله: إننا لا نملك في السعودية نقادا فنيين على درجة عالية من الموضوعية والمهنية، فالنقد يتم بناء على أهواء أو بناء على شخصنة العمل، والعمل الدرامي عمل درامي لا ينسب لبطل أو شخص ما. كذلك أوضح الفنان عبدالإله رؤيته حول ثقافة الصورة ومكوناتها، مستعرضًا أهميتها وتأثيرها في العالم ككل، مؤكدا أن الصورة استطاعت تغيير عدة أنظمة، وقد كانت المحرك في التغيرات التي حدثت في البلاد العربية فيما لم تستطع الكلمة فعل ذلك، وعاد إلى فترة الستينيات ليدلل على أن الأدباء والكتاب كانوا الأكثر شهرة لأن الكلمة في تلك السنوات كانت الأكثر تأثيرًا، وأما الآن فهناك تغيرات عدة. وسلط السناني الضوء على تجربة نجيب محفوظ في الكتابة السينمائية، فمع أنه كاتب روائي عالمي فإنه استطاع أن يكتب 300 فيلم سينمائي وهذا دليل على أهمية الصورة ولم يكن ليبدع نجيب محفوظ في الكتابة للسينما لولا أنه كاتب روائي كبير، وكذلك الحال مع أمير الشعراء أحمد شوقي عندما كتب مسرحية «قيس وليلي» فهذا دليل على وعي أحمد شوقي بأهمية الصورة ومدى تأثير هذا في المتلقي والمشاهد. وأوضح السناني أن الدراما تستفز المشاهد بشكل كبير لتسطيحها، والإحصاءات التي تقدم الآن من قبل الشركات المتخصصة تؤكد أننا غير موجودين على ساحة الدراما الخليجية، مرجعا السبب في نجاح الدراما المدبلجة إلى مهنية وقدرة تلك الأعمال على رسم الصورة بطريقة جيدة لجذب المشاهد، بل إن هذه المسلسلات المدبلجة اقنعت المشاهد وأصبح يصدق أن الصوت المدبلج هو صوت الفنان الحقيقي. وفي رده على سؤال حول الشركات المتخصصة في رصد نسبة متابعة المسلسلات لم ينكر السناني وجودها، وقال المعلن حريص على معرفة أي المسلسلات أكثر مشاهدة لتوجيه إعلانه الوجهة الصحيحة ليشاهده أكبر عدد من المشاهدين ومن ثم يحقق أرباحا لزيادة مبيعاته، لافتًا إلى أن هناك فقاعات إعلامية يتم إطلاقها من قبل نجوم الأعمال الفنية لتأكيد أنهم الأكثر مشاهدة. وعن قلة الدراما التاريخية التي تعرض على التلفزيون السعودي كشف السناني أن التلفزيون السعودي تخلى عن الإنتاج وترك الإنتاج لمنتجين، والأفلام التاريخية تحتاج لإنتاج ضخم، مشددا على ضرورة أن نقوم نحن بإنتاج تاريخنا بدلاً من أن يأتي الآخرون وينتجوا أعمالا عن تاريخنا ثم يكون دورنا فقط الاعتراض، مستغربًا أن لدى المملكة 30 قناة ومنها قناة المجد ولم تفكر في إنتاج فيلم تاريخي. واستغرب السناني تغريدة أحد الأشخاص والذي عرض دفع تكاليف إنتاج فيلم الفاروق عمر بشرط ألا يتم عرضه، متسائلا ألم يكن من الأفضل أن يفكر في إنتاج فيلم ليرد على الفيلم نفسه وتصحيح بعض الأخطاء التي رآها في المسلسل. وحول سؤال وجه له حول إقبال القنوات الخاصة على عرض المسلسلات السعودية أجاب أن المعلن هو البطل وليس العمل، فالأهواء هي التي تغلب علينا في الاختيار لذا يتم اختيار أو الإقبال على عرض المسلسلات السعودية في بعض من القنوات وهذا ليس بدليل على النجاح. وحول نظرته عن قيادة المال السعودي لحركة الدراما العربية أوضح أن هذا مؤشر ايجابي ويعكس مدى الاهتمام بثقافة الصورة. من جهة أخرى سوف يحتضن النادي فعاليات أسبوع هواية جمع الطوابع والعملات الثاني وذلك في الساعة العاشرة من مساء الأحد المقبل ويستمر حتى يوم الأربعاء، وتنظمه الجمعية السعودية لهواة الطوابع والعملات استمرارا للتعاون مع النادي في تنظيم هذا الأسبوع، وتنعقد الفعاليات برعاية وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان. كما سيقام ضمن فعاليات هذا الأسبوع محاضرة المهندس أحمد الكيلاني عن هواية جمع الطوابع، ومحاضرة أخرى لسكرتير الاتحاد الآسيوي لهواة الطوابع ورئيس جمعية هواة الطوابع الإماراتية عبدالله خوري بعنوان «إعداد المشاركة في المعارض الدولية».