قلل وفد السودان المفاوض في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا من العرض الذي قدمه كبير مفاوضي الجنوب، باقان أموم، لحل خلافات القضايا العالقة المتمثلة في النفط والحدود ومنطقة أبيي المتنازع عليها، قائلاً إنها مواقف سابقة لا تحمل جديداً. وقال عضو الوفد السوداني المفاوض، مطرف صديق، إن ما رفعه وفد الجنوب هو في واقع الأمر تجميع لمواقف سابقة في وثيقة واحدة وهو اجترار لمواقف سابقة ولا تحمل جديداً. وحذر من أن مقترح جنوب السودان أراد تحويل موضوع الاستفتاء حول أبيي إلى شأن خارجي وإعطاء الحق للمجتمع الدولي ليقوم به. وكان أموم، قد اعلن في وقت سابق، أن بلاده تقترح تسعة دولارات وعشرة سنتات لعبور كل برميل من بترول شركة النيل الكبرى ( جانبوك) وسبعة دولارات وستة وعشرين سنتاً لعبور بترول بترودار إلى جانب تحمل الديون وإجراء استفتاء حول تقرير مصير أبيي بنهاية العام الجاري. ورد مطرف، بأن السودان على استعداد للتفاوض حول جميع المسائل، بما فيها النفط والحدود والأمن وذلك وفقاً لجدول متفق عليه في المفاوضات. من ناحية أخرى، أعلن المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد، أن القوات المسلحة تصدت لقوات حركة العدل والمساواة في معركتين بمنطقتي "كركدة" و"أم شويكة" في ولاية شرق دارفور. وأكد الصوارمي أن القوات المسلحة كبدت المتمردين خسائر فادحة تمثلت في تدمير 25 عربة مسلحة وقتل أكثر من خمسين متمرداً أثناء المعركة مع عدد كبير من الجرحى، مضيفاً أنه تم رصد عربات كبيرة تحملهم جنوباً لتلقي العناية الصحية بدولة الجنوب. وأصدرت الحركة المتمردة بيانا في وقت متأخر من ليل الاثنين، أكدت فيه حصول معارك مع الجيش السوداني، ولكن من دون أن تشير إلى حصيلة القتلى أو الجرحى. وجاء في بيان الحركة أن "قواتنا سيطرت على معسكر لجيش النظام في كركدي، كذلك سيطرنا على حقل تبلدي النفطي ومنطقة التبون واستولت قواتنا على 36 سيارة عسكرية محملة بالأسلحة والذخائر وعشر شاحنات محملة بالوقود". وتتهم الخرطومجوبا بمساندة متمردي العدل والمساواة وكذلك أيضا متمردي الحركة الشعبية-شمال السودان التي تقاتل الحكومة السودانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، ولكن جوبا تنفي هذه الاتهامات نهائيا وتتهم بالمقابل الخرطوم بمساندة متمردين جنوبيين يقاتلونها. ومنذ 2011، يحاول الجيش السوداني السيطرة على ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق الواقعتين على الحدود مع جنوب السودان الذي استقل عن شمال السودان في يوليو 2011. بالمقابل، نفى المتحدث باسم حركة العدل والمساواة جبريل آدم هذه التصريحات، وقال إنهم استولوا على قاعدة للجيش في كركدة بجنوب كردفان ودمروا مستودعا للذخيرة، مؤكدا أنهم يسيطرون على المنطقة. وفى سياق مختلف، نفى حزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن عبد الله الترابي، وجود مبادرة عربية من دول الربيع العربي "تونس، مصر وليبيا" لردم الهوة بين حزبه والمؤتمر الوطني، مؤكداً تمسكه بتحالف قوى المعارضة ومساندة موقفه لإسقاط النظام الحالي. وقال الأمين العام للحزب بالإنابة الأمين عبد الرازق، إن ما أثير حول وجود مبادرة عربية حديث لا أساس له من الصحة، كما نفى وجود أي تفاوض ثنائي مع الوطني. وأضاف أنه لا يوجد حل لمشكلات البلاد إلا بذهاب النظام الحالي وتكوين حكومة انتقالية وفق ميثاق قوى الإجماع الوطني.