غيب الموت أمس نائب رئيس الجمهورية السابق ورئيس جهاز الاستخبارات المصرية السابق اللواء عمر سليمان بأحد المستشفيات في الولاياتالمتحدة، حيث كان يعالج. وقال مساعده حسين كمال إن "سليمان توفي في الولاياتالمتحدة، حيث كان يخضع لفحوص طبية هناك، وإن صحته كانت بخير، لكن الوفاة حدثت فجأة"، فيما أكد مصدر استخباراتي أن "سليمان كان يعاني مرضا بالدم، وهو ما أدى إلى وفاته". وجاءت وفاة سليمان في الوقت الذي كان ينتظر فيه كثير من المحللين أن يفصح عما لديه من أسرار وخبايا عن "دولة مبارك" باعتباره "خزينة أسرار عصر مبارك وصندوقه الأسود". نجح سليمان في الكشف عن عدد من شبكات التجسس داخل البلاد، إضافة إلى أدائه الجيد في ملف الإسلام السياسي الذي أهله لمنصب الرجل الثاني في نظام مبارك، وهو ما أهله أيضا لتولي عدد من الملفات الحساسة الأخرى ومنها ملف المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، وملف تبادل الأسرى وغيرها، وملف دول حوض النيل. وارتبط سليمان بعلاقة قوية مع مبارك، بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الرئيس السابق في أديس أبابا، وهي العلاقة التي دفعت مبارك إلى تعيينه نائبا له في التاسع والعشرين من يناير الماضي، قبل أن يفوض له كل صلاحياته كرئيس للجمهورية، على أمل أن تكون تلك الخطوة وسيلة لإنقاذ نظامه من محيط الثورة العميق، وهي المهمة التي انتهت رسميا في 11 فبراير مع ظهور سليمان؛ ليعلن أن مبارك لم يعد رئيسا، وأن نظام مبارك لم يعد قائما، وأن البلاد بأسرها انتقلت كوديعة مؤقتة لدى المجلس العسكري. وعاد الغموض من جديد يحيط بسليمان، حيث توارى عن الأنظار، ورفض الحوارات واللقاءات، لكنه عاد للظهور بقوة مع إعلانه عزمه الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية، ليثير مع ترشحه عاصفة من الجدل السياسي والقانوني، حيث أعلن سليمان يوم 6 أبريل ترشحه لانتخابات الرئاسة وذلك قبل يومين فقط من غلق باب الترشيح، وانتهت مغامرته الأخيرة برفض اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة المصرية لترشحه؛ بسبب عدم استكمال توكيلات ترشحه، حيث قررت اللجنة في 14 أبريل استبعاده، بعدما استبعدت أكثر من 3 آلاف من نماذج التأييد التي قدمها، ليصبح عددها الإجمالي 46 ألفًا، وهو رقم أكبر من النصاب الرقمي المطلوب المحدد ب 30 ألفا، لكن تبين للجنة أنه جمع هذه النماذج من 14 محافظة فقط، والمطلوب ألف تأييد على الأقل من 15 محافظة. وذكرت مصادر طبية وأمنية من داخل مستشفى سجن طرة الذي يقضي به الرئيس السابق حسني مبارك عقوبة السجن المؤبد، أن مبارك أصيب بانهيار عصبي ودخل في حالة غيبوبة لدى علمه بنبأ وفاة سليمان. وأثار المتحدث الإعلامى باسم الجبهة السلفية بمصر الدكتور خالد سعيد، حالة من الجدل معلناً أنه لا تجوز الصلاة على سليمان، ولا يجوز حضور جنازته"، معتبراً أن "سليمان يصنف على أنه من المجرمين والقوم الفاسقين، وأنه كان من جنود وأعوان مبارك الظالمين، الذين أفسدوا وأجرموا في حق الوطن خلال 30 عاما، وبالتالي فإن عدم الصلاة عليه أمر شرعي"، على حد قوله. وقال الدكتور رشاد البيومى، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إنه "لا بد من تنظيم اجتماع في الجماعة لتحديد ما إذا كانت الجماعة ستشارك فى جنازة اللواء عمر سليمان".