تغلق ظهر اليوم الأحد اللجنة العليا المشرفة على أول انتخابات للرئاسة في مصر باب تلقي طلبات الترشح للمنصب الذى فتح يوم 10 مارس الماضي، على أن تعلن اللجنة غداً الإثنين قائمة المرشحين وتتلقى طوال يومي 10و11 أبريل الاعتراضات على المرشحين من الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساء. وتقرر تلقي التظلمات على قرارات الاستبعاد من الترشيح يومي 14 و15 أبريل، ويوم 16 للبت في التظلمات المقدمة، على أن تعلن يوم 26 من الشهر نفسه القائمة النهائية للمرشحين، فيما تبدأ الحملات الانتخابية نهاية الشهر الجاري وتنتهي في 20 مايو،على أن تجرى الانتخابات على المنصب يومي 23 و 24 مايو. وأشعل تقدم مدير المخابرات السابق عمر سليمان بأوراق ترشحه أمس حالة من الجدل السياسي داخل الشارع المصري ما بين مؤيد ومعارض لترشحه. ويرى المؤيدون أنه الأقرب للمنصب، وأنه لعب دوراً كبيراً في الداخل والخارج، وله علاقات قوية بمعظم قادة العالم، ولديه القدرة على التطهير الكامل للفساد، وعودة الأمن والأمان لمصر، وأنه لم يكن تابعاً للنظام، بينما يرى المعارضون له أنه محسوب على النظام السابق وانه ضمن «الفلول» وان وجوده هو امتداد لنظام مبارك، وان الثورة قامت لمنع العسكريين من حكم البلاد مرة أخرى، مطالبين بمحاكمته لا أن يرشح نفسه لمنصب الرئاسة. وقرر سليمان تكليف لجنة من كبار الإعلاميين والمتخصصين في الدعاية للإعداد لحملة دعائية واسعة في جميع المحافظات على أن يرجع أعضاء الحملة الحالية والذين قاموا بجمع التوكيلات إلى الخطوط الخلفية، وان يقتصر دورهم على العمل التنفيذي، ومن المتوقع أن يتقدم سليمان بأوراق ترشحه مساء اليوم السبت (أمس) أو صباح اليوم الأحد. وأعلنت الحملة الشعبية لترشيح المشير رئيساً للجمهورية دعمها وتأييدها للواء عمر سليمان، وقال محمود عطية رئيس ائتلاف مصر فوق الجميع (الحملة الشعبية لترشيح المشير رئيسا ) اجتمعنا مع مسئولي حملة اللواء عمر سليمان وذلك لإعلان تأييدهم لنائب رئيس الجمهورية السابق بدلا من المشير محمد حسين طنطاوي بعد قرار اللواء سليمان بإعلان خوضه للانتخابات الرئاسية. وأضاف تم التنسيق مع الحملة على اتخاذ الإجراءات اللازمة لدعم نائب رئيس الجمهورية السابق وجمع التوكيلات الخاصة به من مؤيديه وأنصاره. ومن المتوقع أن يعقد اليوم الأحد اجتماع بين مرشحي الرئاسة الفريق أحمد شفيق وعمرو موسى، حيث رجحت مصادر «المدينة» أن يعقد الاجتماع بمنزل شقيقه لمناقشة انسحاب أحدهما من سباق الرئاسة لتأييد سليمان في المرحلة المقبلة، وأنه من المرجح أن ينسحب شفيق من المنصب، خاصة بعد تصريحاته الأخيرة لوسائل الإعلام بأنه سيتراجع في حال ترشح سليمان. وفى نفس السياق توقع مراقبون سياسيون مفاجآت كبيرة خلال الأيام المقبلة، وفى مقدمة هذه المفاجآت عدول بعض من أعلنوا خوض انتخابات الرئاسة عن قرارهم، ومن المتوقع أيضاً انسحاب بعض من قدموا أوراقهم لأسباب تتعلق بلعبة الانتخابات ومحاولات تجميع أو تفتيت أصوات لصالح مرشح بعينه. من جانبه قال عضو مجلس شورى جماعة الإخوان الدكتور أحمد عبد الرحمن إن ترشح سليمان لانتخابات الرئاسة لا يمثل مشكلة للجماعة، واصفاً ترشحه بتمثيلية من تمثيليات النظام السابق. واكد أن سليمان لن ينافس المهندس خيرت الشاطر مرشح حزب الحرية والعدالة للرئاسة، لاستحالة أن ينتخب الشعب سليمان. وأضاف عبد الرحمن ل»المدينة» أن ترشح سليمان ربما يكون رداً من المجلس العسكري على ترشيح الإخوان للشاطر، نافياً الجزم بذلك، وقال إن الجماعة ستتعاون مع أى مرشح إسلامي. واوضح أن القوى الإسلامية تتفق على الشاطر، وأنه في حال فوزه بمنصب الرئاسة سيكون رئيساً لكل المصريين، موضحاً أنهم تقدموا بدفوع تؤكد حصول الشاطر على عفو في القضايا المتورط فيها ولا يوجد أي عائق قانوني يمنع ترشحه. من جانب آخر شهد ميدان التحرير بقلب القاهرة صباح أمس السبت هدوءا بجميع أنحائه بعد أن غادر أنصار الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح المحتمل لمنصب الرئاسة الميدان في وقت متأخر من مساء أمس بعد يوم حافل في مليونية «لن نسمح بالتلاعب» بهدف الضغط على الجهات الحكومية لإظهار حقيقة جنسية والدة أبو إسماعيل من سباق الرئاسة، كما شهدت حركة المرور بجميع مداخل ومخارج الميدان يسراً طبيعياً بعد تنظيف الميدان وإزالة آثار جمعة أمس من قبل عدد من أنصار «أبو إسماعيل».