بعد أن باشرت إدارة بايدن فتح الملفات الساخنة داخل أمريكا والعالم، وبعد أن أدركت هذه الإدارة حجم التحدي الذي يقف في وجه أمريكا داخليا وخارجيا، تعمدت الهرب إلى الأمام من خلال إعادة تموضعها شكليا في تعاطيها مع كثير من الملفات، وذلك من أجل استنهاض الواقع الأمريكي، بتلميع الهيبة الأمريكية في خطوة تهدف لمواجهة تنين الاقتصاد الصيني المفزع، ومواجهة النفوذ الروسي الجديد في المنطقة، ولذا رأت إدارة بايدن وفريق عمله أن الاستعراض والتلميع هو أقصر الطرق لإعادة تموضع أمريكا من جديد في الملفات كافة وعلى جميع الأصعدة. لكن هل هذا الاستعراض وهذا التلميع يكفيان أمريكا لمواجهة الواقع الجديد وحرب النفوذ المستعرة في العالم؟!! أمريكا تدرك مكامن قوتها، وتعلم جيدا أن هذا الاستعراض وهذا التلميع لن يحققا شيئا على أرض الواقع، لأن معطيات الواقع تقول إن الاقتصاد الأمريكي يمر بظرف استثنائي خطير، وإن معدل البطالة بلغ ذروته على خلفية جائحة كورونا.. التفريط في أي من حلفاء أمريكا في هذا الظرف التاريخي سيجعلها تندم كثيرا، وستدفع الشركات الأمريكية العملاقة فاتورة باهظة قد يترتب عليها انهيار أمريكا اقتصاديا!! قراءتي المتواضعة تقول، بعد إعادة التموضع الجديدة وفيلم الأكشن الذي قدمته إدارة بايدن للعالم، ستعيد أمريكا حساباتها وتعود أدراجها، فهي تدرك جيدا حلفاءها التاريخيين. يقينا أن أمريكا بايدن ليست أمريكا روزفلت، فأمريكا اليوم أحوج لحلفائها أكثر من أي وقت مضى.. أمريكا تعاني وأظن أن حاجتها لحلفائها أكثر من حاجتهم لها، وسيتجلى ذلك للجميع بعد الانتهاء من توظيف فيلم الأكشن الذي تعمدت تقديمه للعالم بشكل ساذج. المصالح القومية لأمريكا هي البوصلة التي تهتدي لها وبها السياسة الأمريكية، وإن مارس رئيسها الخبث السياسي بوقاحة.