أصبح الجناح الخاص بعرض "المقتنيات الأثرية القديمة" في خيمة التراث ضمن فعاليات برنامج أرامكو الثقافي الصيفي المقام حاليا في جدة، يسمى الجناح "المملوكي" بين الزوار، بعد أن سأل شابان إحدى المنظمات المتطوعة عن مكان "الخيمة المملوكية"، إلا أنها لم تعرف الإجابة لتأتيهما الإجابة مباشرة من زائرة أخرى "إنه هناك في الركن الأيسر من الجناح". حيث لفت المصحف المملوكي (عائد إلى عصر المماليك) في خيمة التراث انتباه كثير من الزوار الذين لم يتوانوا عن تسمية الجناح الذي يحتوي عليه باسم المصحف صاحب ال500 عام، والذي أخذ ركنا صغيرا في القسم الثاني من الجناح، وهو مصحف مخطوط باليد، خطه -كما هو مدون في الصفحة الأخيرة- "أبو بكر آيه آرش بن موسى بن شعبان عفا الله عنه". كما تضمن الجناح كثيرا من القطع الأثرية القديمة كالكاميرا السينمائية التي يصل عمرها إلى أكثر من 150 عاماً، وشقيقتها الفوتجرافية ذات الجيلين أيضاً، وغيرها من القطع الأخرى. وحظي ركن التراث والمقتنيات القديمة بتوافد آلاف الزوار شغفا بالتراث والمقتنيات القديمة. وبالمصحف المملوكي، الذي حرص كثير من الزوار على التقاط الصور التذكارية معه. وقالت إحدى الزائرات "هنادي المحمدي" إنها جاءت بعد رسالة "واتس آب" وصلتها على هاتفها من صديقتها تخبرها بهذا المصحف، فقررت الحضور مع عدد من صديقاتها المعلمات في دور تحفيظ وتعليم القرآن الكريم بجنوب جدة، من أجل الاطلاع بدرجة رئيسة على هذا المصحف. إلى ذلك، اختصرت قهوة (مقهى) بشيبش في فعاليات المهرجان، 52 عاما مضت استحضرتها أمام الزوار بتجسيد تفاصيل ذلك المقهى القديم في منطقة البلد بجدة، حيث يعد الأول بين المقاهي الموجودة قديما في تلك منطقة، وسميت بهذا الاسم نسبة لصحابها الذي كان يلقب "بشيبش" والذي ورثها عن أسرته. ووفقا لما أشار له المشرف على ركن "قهوة بشيبش" أبو عبد المحسن، فإن المقهى يستمد أهميته من كونه استراحة يعتمدها سائقو الباصات قديما، أو من يسمون ب"الكدّادة". ويتزين ركن قهوة بشيبش بالفوانيس، كما يضع أباريق الشاي متدلية على أطرافه، فيما ترتفع صيحات النادل في المقهى، لتجهيز طلبات الزبائن. ويرى أبو عبدالمحسن أن "قهوة بشيبش" استطاعت أن تأخذ الزائرين إلى نموذج للمقاهي القديمة التي كانت تعج بها جدة قديما، وكان لكل واحد منها تاريخها الخاص، وزبائنها القدماء الذين يرتادونها ليلا ونهارا على مدى سنين طويلة. وأضاف: كان عدد المقاهي في منطقة البلد بجدة، يقارب 27 مقهى، وكان من أشهرها "قهوة بشيبش"، موضحا أن المقاهي كانت عنصرا أساسيا في حياة معظم سكان جدة ولم تكن تخلو حارة منها، وكانت تغص بالزائرين ليلا نهارا وترتادها الطبقات كافة بحثا عن الراحة واحتساء الشاي والقهوة والاجتماع بالأصدقاء ومن أشهر مقاهي جدة القديمة "قهوة المشورة، قهوة الجمالة ، قهوة بشيبش، قهوة الدكة، قهوة الفحم".